المشاركة السياسية للمرأة في الكرك..مكانك سر

استبعدت المرأة الأردنية من المشاركة السياسية لعقود طويلة منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921.  فكانت المشاركة السياسية في مرحلة ما قبل الاستقلال حكراً على الرجال ولم يتغير الوضع كثيراً في مرحلة ما بعد الاستقلال. 

وعلى الرغم من إزالة العقبات القانونية أمام مشاركة المرأة وتمتعها بالحقوق السياسية، إلا أن إقبالها على المشاركة السياسية من خلال الترشيح للانتخابات النيابية كان ضعيفاً

وإذا ما أخذنا عدد المرشحات للبرلمان الاردني التاسع عشر حسب تقرير الهيئة المستقلة للانتخاب بلغ عدد المترشحات 368 امرأة وبنسبة بلغت 21.4% من مجموع المرشحين أما فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحكم المحلي فقد بلغت نسبة المرشحات للانتخابات البلدية عام 2017 (9.3%)مرشحة من مجموع المترشحين..

أما في محافظة الكرك تواجه المرأة عوائق اجتماعية وسياسية تمنع مشاركتها الكاملة في المجتمعات التي تعيش فيها. وفي حوار مع الدكتورة صباح النوايسة رئيسة جمعية النساء الرائدات حول واقع المشاركة السياسية  في محافظة الكرك : " واقع مشاركة المرأة في الناحية السياسة مرير لعدة أسباب،أبرزها البعد عن العاصمة جعل مشاركة المرأة السياسية في الكرك وخصوصا الحياة الحزبية كانت ضعيفة جدا، بالإضافة الى ان مشاركة المرأة السياسية في الجنوب كله كانت نتيجة لقرار سياسي وليس لاقتناع شعبي    (عن طريق الكوتا)، والدليل على ذلك انه لا يوجد أي سيدة من الجنوب تتمثل في مجلس الاعيان باستثناء السيدة علياء أبوتايه ولفترة قصيرة".    

لافتة الى ان " السيدات في الجنوب هن من أكثر السيدات قوةً في الشخصية وتأهيلاً وخبرةً والدليل على ذلك أنهن بلغن مراكز قيادية متقدمة  داخل مناطقهن وفي محافظة الكرك حصراً تسلمت خمس سيدات منصب مدير مؤسسة حكومية"

وأكدت أن " العشيرة لديها وعي وثقة بأن السيدة من الممكن أن تقدم للعشيرة أكثر من الرجل وتدعم ابنتها أكثر من الحكومة  "

واوضح المحامي أحمد المعايطة أبرز التشريعات التي تكفل تمثيل المرأة في الحياة السياسية : " تكفل الدستور الاردني في تمثيل حق المرأة في تولي المناصب العامة وذكر في نص المادة (6) من الدستور الأردني أن الأردنيين امام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وأيضا نصت المادة (22) من الدستور الأردني في حق المرأة في تولي المناصب العامة وكما نصت المادة (67) انه يتألف مجلس النواب من أعضاء منتخبين انتخابا عاما وفقا لقانون الانتخاب وجاء المشرع الاردني لأخذ بنظام الكوتا لتمثيل المرأة في الانتخاب على نحو فعال في السلطة التشريعية وايماناً بدورها وحقها في الدستور الأردني "

وفي السياق تحدثت الناشطة الشبابية عنود العبيسات عن مبادرة شباك "مبادرة تحت دعم منظمة (آكشن إيد) التي انطلقت من محافظة الكرك وجاءت من خلال دراسة أجريناها بعمل بحث اجرائي تشاركي تبين فيه ضعف مشاركة المرأة سياسيا في الكرك ووصولها الى مناصب قيادية سياسية، لاحظنا تأييد أفراد المجتمع وبنسبة مرتفعة والقضاء على ظاهرة التهميش فقد تبين ان هناك تجارب ناجحة للمرأة عند توليها مواقع قيادية، رؤيتنا وصول المرأة الى كل مكان بعدالة مع الرجل رسالتنا امرأة واثقة قادرة متمسكة بطموحها" ..

أضف تعليقك