لحظة فاصلة في مسار الإصلاح السياسي في الأردن مؤسسة فريدريش ناومان ومبادرة مستقبل للأمام تطلقان دراسة حول أول 100 يوم من عمل البرلمان

الرابط المختصر

عمان نت - في خطوة محورية لتقييم مسار الإصلاح السياسي في الأردن، نظّمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية – الأردن، بالتعاون مع مبادرة مستقبل للأمام، فعالية بارزة بعنوان “الحياة الحزبية والنيابية ومجلس النواب العشرون”. وقد أُقيمت الفعالية برعاية معالي المهندس موسى المعايطة، رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، في فندق سيجنيا باي هيلتون في عمّان، بحضور أكثر من 200 مشارك. وشملت الحضور نواباً حاليين وسابقين، ودبلوماسيين، وقادة منظمات مجتمع مدني، ونشطاء شباب، وإعلاميين، وخبراء سياسيين، اجتمعوا لمناقشة أداء مجلس النواب العشرين وآفاقه المستقبلية. وكانت محورية الفعالية إطلاق دراسة تحليلية شاملة تقيّم أول 100 يوم من عمل المجلس العشرين، مقدّمةً رؤى نقدية حول الأداء البرلماني، والانخراط الحزبي، وتطلعات الجمهور. كلمات افتتاحية ورؤية للإصلاح افتُتحت الفعالية بكلمات من شخصيات بارزة في دعم المسار الديمقراطي في المنطقة: - يورغ دينهرت، المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - معالي المهندس موسى المعايطة، رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب - محمد عويد، ممثل مبادرة مستقبل للأمام - خليل أبو نجمة، منسق المشاريع في مؤسسة فريدريش ناومان الأردن وقال يورغ دينهرت في كلمته: "يشرفنا كثيراً أن عدداً كبيراً من أعضاء البرلمان شاركوا هذا العام في الإفطار السياسي السنوي. نغتنم هذه الفرصة لنعبر عن امتناننا لاستضافتكم لنا ولعمل مؤسستنا، وأيضاً بالنيابة عن زملائي من باقي المؤسسات، لما تقدمونه لنا هنا في الأردن. سنبقى دائماً داعمين لكم في مسيرتكم، وخاصة في هذه الأوقات الصعبة." وأشار خليل أبو نجمة إلى أهمية اللحظة قائلاً: "هذه ليست لحظة عادية في تاريخ البرلمان الأردني – إنها نقطة تحول. نحن لا نراقب الإصلاح السياسي فقط، بل نحن نُختبر من خلاله. إذا أردنا مستقبلاً فيه أحزاب قوية، وشباب مُمكن، وتمثيل حقيقي، فعلينا أن نتوقف عن المشاهدة من الخارج ونبدأ بالمشاركة الفعلية." نتائج الدراسة: البرلمان عند مفترق طرق قدّمت النتائج كلودين كشيك، الباحثة الحاصلة على منحة من مؤسسة ناومان، والتي قادت إعداد الدراسة وتحليلها. وأبرزت النتائج ما يلي: - كتل برلمانية ناشئة: هناك توجه ملحوظ نحو تنظيم العمل البرلماني، وظهور أوضح للأحزاب السياسية في السلوك التشريعي، لكن لا يزال هناك ضعف في التماسك الداخلي. - قيادة إصلاحية: بدأ جيل جديد من النواب في تشكيل ثقافة برلمانية أكثر توجهًا نحو السياسات والإصلاح. - استمرار الشك العام: رغم بعض التقدم، لا يزال ثقة الجمهور بالبرلمان محدودة، مما يتطلب مزيداً من الشفافية والمساءلة والتواصل. - فرص للتغيير: الفترة الحالية تمثل فرصة فريدة للأحزاب والتيارات الإصلاحية لإعادة تشكيل المشهد البرلماني بشرط العمل الواضح والمنسق. نقاش رفيع المستوى وجلسة حوارية بعد عرض الدراسة، شارك عدد من المتحدثين البارزين في حوار صريح ومفتوح حول مستقبل الحياة الحزبية والإصلاح البرلماني في الأردن. ومن بين المتحدثين: - سعادة النائب زهير الخشمان، رئيس كتلة الاتحاد الوطني - الدكتورة عبير دبابنة، مفوض في الهيئة المستقلة للانتخاب - عمرو النوايسة، المدير التنفيذي لمركز الحياة – راصد قال سعادة النائب زهير الخشمان: "التجربة الحزبية في الأردن صحيح هي تجربة قديمة، ولكن مفهومها النيابي هو تجربة حديثة. تم بناء الكتل البرلمانية اليوم بناءً على تمثيل حزبي وائتلافات حزبية. وكان هناك كتل وأحزاب أخرى فيها انقسام، ويدل ذلك على أن الأحزاب، بسبب عدم تمكينها سياسياً، وعدم وجود جدية حقيقية في التعامل معها حتى الآن، ما زالت تواجه تحديات كبيرة." ختام رمزي اختتمت الفعالية بكلمات من معالي المهندس موسى المعايطة وخليل أبو نجمة، جددوا فيها التزامهم المشترك بدعم المؤسسات الديمقراطية وتعزيز المشاركة السياسية البناءة. بعد ذلك، اجتمع الحضور في إفطار سياسي رمزي جسّد روح الوحدة والطموح الوطني نحو برلمان أكثر تمثيلاً واستجابة. نظرة إلى المستقبل تمثل هذه الفعالية والدراسة التي أطلقت خلالها لحظة فارقة في الرواية السياسية الأردنية المتطورة. ومع استمرار البلاد في تنفيذ الإصلاحات الهادفة إلى إنعاش الحياة الحزبية والنيابية، يُدعى جميع الفاعلين السياسيين إلى الانخراط الفعلي. الرسالة كانت واضحة: الأردن يقف على مفترق طرق. طريق الإصلاح الأعمق وترسيخ الديمقراطية مرسوم، لكنه يتطلب التزاماً وتعاوناً وشجاعة من جميع مكونات المجتمع