هل يصبح الدواء سامّاً بعد تاريخ انتهائه؟

فرضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منذ 1979م قانوناً يجبر شركات الأدوية على كتابة تاريخ الانتهاء على جميع الأدوية، سواءً تلك الموصوفة بوصفة طبية ومن دونها والمكملات الغذائية.

ما إن نصاب بالصداع أو الألم حتى نهرع إلى خزانة الأدوية في المنزل لتبدأ سلسلة الأسئلة الشائعة عندما نجد دواءً منتهي الصلاحية أو شارف على الانتهاء، حول إمكانية استخدامه أو تشكيله خطراً على صحتنا. فما رأي العلم في ذلك؟

ما تاريخ انتهاء الأدوية؟



فرضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منذ 1979م قانوناً يجبر شركات الأدوية على كتابة تاريخ الانتهاء على جميع الأدوية، سواءً تلك الموصوفة بوصفة طبية ومن دونها والمكملات الغذائية، وما يعنيه هذا التاريخ أن الشركة المصنعة تضمن سلامة الدواء وفاعليته 100% منذ تصنيعه إلى حين الوصول إلى تاريخ الانتهاء المطبوع على العلبة، هذا بشرط التزام معايير حفظ الأدوية بالطريقة السليمة المُوصَى بها، وبشكل عام تتراوح مدة انتهاء معظم الأدوية بين 12 و60 شهراً.

هل يصبح الدواء سامّاً بعد مرور تاريخ انتهائه؟

على الرغم من بساطة السؤال فإن الإجابة عليه معقدة بعض الشيء، فالأدوية تختلف بأشكالها الدوائية فنجد الحبوب والكبسولات والأدوية السائلة والقطرات والحقن… إلخ، ويجب الانتباه هنا إلى عاملين أساسيين هما سلامة الدواء وفاعليته.

تبيّن إدارة الغذاء والدواء بناءً على العديد من الدراسات أن الدواء لا يفقد فاعليته فور مرور تاريخ الانتهاء ولا يشكّل خطراً على الصحة في الكثير من الحالات، وقد أشارت إلى احتفاظ العديد من الأدوية بفاعليتها بعد مرور سنوات على تاريخ انتهائها وبالتحديد الأدوية الصلبة كالحبوب والكبسولات، ولكن إدارة الغذاء والدواء تحذّر من فهم هذه المعلومة بشكل خاطئ درءاً للمخاطر التي قد تنتج عن استهلاك أدوية منتهية الصلاحية.

ما هو معروفٌ ومثبت أن الأدوية تحتفظ بمعظم فاعليتها بعد مرور تاريخ الانتهاء وقد تنخفض فاعليتها لتصل إلى 70 و80% بعد مرور سنة إلى سنتين، فيما قد تكون أعلى، فقد وجدت دراسة احتفاظ بعض الأدوية بفاعلية تصل إلى 90% بعد مرور 15 عاماً على تاريخ انتهائها الأصلي، ولكن يجب التنبيه هنا إلى أن بعض الحالات المرضية لا تتحمل بأي شكل من الأشكال انخفاضاً في الفاعلية إذ يشكل ذلك تهديداً لسلامة المريض، ولفهم الموضوع بشكل أفضل من المهم لفت انتباهك إلى الحالات التي لا يمكن التهاون فيها بعد انقضاء تاريخ الصلاحية وهي كما يأتي:

تبيّن إدارة الغذاء والدواء بناءً على العديد من الدراسات أن الدواء لا يفقد فاعليته فور مرور تاريخ الانتهاء (Getty Images)

*المضادّات الحيوية السائلة (الشراب) أو المُعلَّقة:الدواء المعلق هو الذي يكون عادةً على هيئة بودرة تجري إذابتها في الماء عند فتح العلبة وتحتاج إلى الرّج قبل كل استخدام. يجب الانتباه إلى أنّ انخفاض فاعلية هذا الأدوية قد يسبب عدم علاج العدوى الموجودة حسب إدارة الغذاء والدواء، فيما قد يسبّب هذا مشكلة خطيرة في حال تطوّر مقاومة العدوى للمضادات الحيوية التي يحذّر منها الطبيب الجراح هومان نورشم أخصائي المناعة في تقرير نشره موقع Drugwatch الطبي، باعتبارها أحد أكثر التهديدات إلحاحاً على الصحة العامة للإنسان والحيوان والبيئة. يُذكر أن الطبيب شغل مناصب عديدة مهمة في جامعات ومستشفيات عريقة منها جامعة هارفارد الأمريكية.

*الإنسولين: انخفاض فاعلية الإنسولين يشكّل خطراً على قراءات السكر في الدم لدى مرضى السكري، وتشير فاننيسا قادري الطبيبة ورئيسة قسم الغدد الصماء في مركز Kaiser Permanente South Bay الطبي بولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن عدم انتباه مرضى السكري إلى تاريخ انتهاء الإنسولين الخاص بهم من الأخطاء الرئيسية التي يواجهونها في تعاملهم مع الإنسولين.

*قطرات العيون: من غير الآمن استخدام قطرات العيون خصوصاً التي تحتوي على مواد حافظة بعد مرور تاريخ انتهائها وذلك خوفاً من نموّ البكتيريا فيها.

*النيتروجلسرين: يفقد فاعليته بشكل سريع بعد انقضاء تاريخ صلاحيته، وبما أنّه يُستخدَم لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها من أمراض القلب فإنّ أيّ انخفاض في فاعليته يُعدّ تهديداً لصحة المريض.

نصائح عامة للتعامل مع الأدوية المختلفة بعد فتحها

من المهم التنبيه إلى أن تاريخ الانتهاء المطبوع على العلبة يفقد كل أهميته بمجرد فتح عبوة الدواء، وعندها يُصبح لكلّ دواء تاريخ جديد يجب عليك كمستهلك الانتباه إليه وذلك باختلاف الأشكال الدوائية، وبالرجوع إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) البريطانية ننصح باستهلاك الأدوية كالآتي:

ما هو معروفٌ ومثبت أن الأدوية تحتفظ بمعظم فاعليتها بعد مرور تاريخ الانتهاء وقد تنخفض فاعليتها لتصل إلى 70 و80% (Getty Images)

*الحبوب والكبسولات: لا يختلف تاريخ انتهاء الحبوب والكبسولات عن ما هو مكتوب على علبة الدواء في حال كانت على شكل أشرطة، أمّا في حال الاحتفاظ بها في منظم الأدوية فتتقلص صلاحيتها إلى 8 أسابيع.

*الأدوية السائلة (الشراب): 6 أشهر من تاريخ فتح العبوة إلا في حال وجود نصائح أخرى تتعلق بالشركة المصنعة.

*الأدوية المعلقة:تتراوح صلاحية هذه الأدوية بين 7 و14 يوماً بعد خلط البودرة بالماء وهي عادةً ما تكون مضادات حيوية.

*اللوشن والسوائل الخارجية: 6 أشهر من تاريخ فتح العلبة إلا في حال وجود نصائح أخرى تتعلق بالشركة المصنعة.

*الكريم والمرهم على شكل مضخة: تاريخ الانتهاء هو نفسه المطبوع على العبوة.

*الكريم والمرهم على شكل أنبوب: 3 أشهر من تاريخ فتح الأنبوب.

*الكريم والمرهم على شكل علبة: شهر واحد من تاريخ فتح العلبة إلا في حال وجود نصائح أخرى تتعلق بالشركة المُصنعة.

*قطرات ومراهم العين والأذن والأنف:شهر واحد من تاريخ فتحها إلا في حال وجود نصائح أخرى تتعلق بالشركة المصنعة.

*الإنسولين: يُحفظ الإنسولين في الثلاجة قبل الفتح، وبعد فتح العبوة فيجب استهلاكه خلال شهر مع حفظه بدرجة حرارة الغرفة أي 25 درجة مئوية.

*البخاخات: تاريخ الصلاحية كما هو مكتوب على العبوة.

على الرغم من جميع ما سبق وتأكيد استمرار فاعلية الكثير من الأدوية التي نستخدمها بشكل يومي وسلامتها كمسكنات الصداع والألم بعد مرور تاريخ انتهائها فإن هذه ليست دعوة لاستخدامها، وتذكر دوماً أن الطبيب والصيدلاني هما المصدر الصحيح في حال راودتك أي شكوك أو أسئلة خاصة بتاريخ انتهاء دواء ما.

TRT عربي

أضف تعليقك