(#هتوف).. أنموذج انتهاك إعلامي للمعايير الأخلاقية والمهنية

(#هتوف).. أنموذج انتهاك إعلامي للمعايير الأخلاقية والمهنية
الرابط المختصر

رصدت وسائل إعلام ردود فعل غاضبة أطلقها رواد منصات التواصل الاجتماعي تجاه أسلوب تعامل مذيعتي برنامج "صحّ صحّ" الذي يبث على شاشة تلفزيون عمان، مع متصلة تدعى "هتوف حجازي" التي أضحت في صدارة الوسوم المتداولة (#هتوف) خلال اليومين الماضيين بعد موجة الكترونية من التعاطف معها.

 

 

وانتشر من البرنامج الصباحي "صحّ صحّ" على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن مكالمة هاتفية مع البرنامج من سيدة تدعى "هتوف" أثار اسمها استغراب مقدمتي البرنامج ناديا الزعبي ورهف صوالحة لتعلقان على هذا الاسم، ثم تبع ذلك التلفظ بكلمات من قبل المذيعتين اعتبرها الجمهور إساءة بحق السيدة وتجسد "الطبقية".

وتداولت وسائل إعلام محلية القضية تحت عناوين موجة استياء من مقدمتي “صح صح”.. والقناة تعتذر – فيديو ،مذيعات قناة اردنية :" اعطوا هتوف تونة وسردين وما لها عالنفخ هاي " ، عمان تي في .. عندما يصبح الاسفاف والابتذال والخفة برنامجا على الهواء – فيديو ، حكاية" هتوف" تفتح الباب على تدني مستوى الاعلام المرئي والمسموع،  هتوف ومذيعتا النفخ .. انه الاعلام الساقط.

 

 

 

كما تناولت الجدل وسائل إعلام خارجية تحت عناوين الأردن.. هجوم حاد على مذيعتين سخرتا من متصلة بشكل لاذع (فيديو)، غضب من مذيعتين بالأردن سخرتا من فتاة.. اعتذرتا لاحقا (شاهد)، بعدما سَخِرتا من إحدى المتّصلات... الجمهور يُجبر مذيعتين أردنيتين على الاعتذار!، مذيعتان أردنيتان تعتذران بعد السخرية من مشاركة في صَح صِح.

 

 

موجة الاستياء دفعت مقدمتي البرنامج الى عبر برنامجهما الصباحي للمتصلة هتوف، مؤكدتين أن ما حصل هو محاولة ل"المزاح"، الا أن الاعتذار لم يخفف من حدة الانتقادات التي وصلت الى مطالبة المحطة بإيقاف البرنامج، فيما دعا أخرون (#هتوف) الى مقاضاة المحطة ومقدمتي البرنامج، كما تطوع محامون لرفع القضية.

ومن التعليقات التي أدرجت  تحت وسم (#هتوف) على تويتر..

 

 

 

  • "في بعض الأحيان خفة الدم بتقلب ثقل دم وهذا الي حصل مع المذيعتين...".
  • "...اكيد اكيد تصرف ناديا ورهف تصرف همجي وخالي من الإنسانية".
  • "كنت لما بقلب بالإذاعات وأسمع أصواتهم على طول بغير الموجة...".
  • " نطالب بفصل المذيعتين من جميع القنوات الأردنية...".
  • "أول مرة بشوف حدا بيعتذر وبيقول عن حاله "الاعتذار من شيم الكبار...".
  • "هذي التي تعايروها بالطن والسردين ونفخ الشفاه غالبا معدلها بالتوجيهي أعلى منكم...".
  • "ما بدي أدافع عن ناديا ورهف بس همه هيك طبيعتهم مع الكل بمزحوا و بعملو جو مع المتصلين...".
  • "#هتوف والي زيّها من ولاد الحراثين هم الي اسقطوا قانون الضريبة عن هاي الطبقة المتعاليّه!"

 

عائلة (#هتوف) أصدرت بيانا في ظل حجم انتشار الوسم وتفاعل القضية  بين رواد المنصات، طالبت فيه الجمهور"التوقف عن النشر والحديث في ما حدث مع ابنتهم خلال برنامج مسابقات عرض على إحدى القنوات الأردنية، قائلين أنهم عفوا وصفحوا عن المذيعتين اللتين استهزأتا باسم ابنتهم هتوف".

 

 

 

كما طلبت عائلة (#هتوف) جميع من تقدموا لها بالهدايا، بالتبرع بها للفقراء والمحتاجين، حيث كانت قد أعلنت جهات عديدة رغبتها بتقديم هدايا للسيدة بعد التعاطف الشعبي، كما عبرت عائلتها في على موقع "يوتيوب" عن شكرها  لكل تعاطف مع ابنتهم مؤكدين تنازلهم عن حقهم تجاه "هذه الإساءة".

 

 

 

 

 

 

وقال مدير هيئة الإعلام محمد قطيشات ل"أكيد" أن "لجنة الشكاوى في الهيئة والمتخصصة بتلقي شكاوى الجمهور تجاه المحطات التلفزيونية والإذاعية،  لم تتلق أية شكوى" بخصوص ما يتم تداوله إعلاميا وعبر منصات التواصل الاجتماعي حول ما حدث بين مقدمتي البرنامج و(#هتوف) ، لافتا الى أن الهيئة "هي جهة لإنفاذ القانون وليست مركز استجابة لمطالبات شعبية أو حكومية".

 

 

 

وأضاف "لدينا أيضا مديرية المتابعة في الهيئة وتقوم برصد المحتوى الإعلامي في هذه المحطات، على أن تقاريرها ليست أنية وانما تصدر في نهاية كل شهر، بحيث يتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من يرد بحقه مخالفة بموجب تلك التقارير".

 

وقال المدير السابق للمؤسسة الأردنية للإذاعة والتلفزيون محمد الطراونة في تصريح ل"أكيد"، ان "حديث المذيعتين تضمن مخالفة مهنية واضحة، وتجاوز على الأسس السليمة في ادارة البرامج، ويعتبر استخفافا بالمهنة والمؤسسة التي تعملان بها، ذلك أن الاعلامي يجب أن يكون واسع الاطلاع وان يدرك بان الكلمة له معاني كثيرة اذا لم تستخدم في مكانها حتى وان كان على سبيل المزاح".

 

 

 

 

وأضاف "ان سيدة مثل الهتوف لم تتصل للحصول على علبة تونا، وانما كان هدفها المشاركة في البرنامج، الا أن ادارة الحوار قللت من انسانية المتصلة واستخفت باسمها الذي يعتبر من الأسماء القديمة كأسماء جداتنا وأمهاتنا وهو أسم عربي أصيل"، لافتا الى أن "الحوار له أصوله ومعاييره ويجب ان لا يتجاوز حدود اللباقة وحسن التعامل مع الجمهور".         

ودعا الطراونة هيئة الاعلام الى مراقبة المحتوى في المحطات التلفزيونية للحيلولة دون التطاول والتغول على الجمهور ومحاسبة كل من يسيء، مؤكدا أنه لا يحق لأي كان الجلوس خلف الميكرفون دون أن يتلقى تدريبا في مراكز متخصصة ويمر بمراحل تؤهله لممارسة هذه المهنة وعلى رأسها أخلاقيات الصحافة والإعلام.

 

وقال المدرب الإعلامي وليد العطيات ل"أكيد"، "ان كلمات المذيعتين خالفتا في البداية حقوق الإنسان، التي تنص على ضرورة احترام الكرامة الانسانية للبشر، وعلى الأخص العاملين في مهنة الصحافة والاعلام".

 

 

 

وأضاف "اما المخالفة الأخرى فهي مهنية، فلا يجوز لمقدم برامج أن يصدر أحكاما على الناس أو على أي شيء مرتبط بالأمور الشخصية للجمهور، فأنا اعتقد ان ما حصل فيه تجاوز صريح وواضح وكبير على أخلاقيات المهنة، ذلك أن صيغة الكلام تضمنت مفاهيم وعبارات تنم على تعامل طبقي".

 

 

 

وقال العطيات هناك حدود لعامل الجذب في البرامج، فحتى البرامج الكوميدية في وسائل الإعلام المختلفة فيتم إخضاعها لمعايير مهنية صارمة، لا تسمح لان تتجاوز "النكتة" على أي معايير مهنية أو أخلاقية، ناهيك عن أن النصوص في مثل هذه البرامج أغلبها معد مسبقا، فيما التعامل مع الجمهور يتطلب مقدما ملما ومثقفا وواعيا لأبعاد أي كلمة.

 

 

 

وحاول مرصد مصداقية الإعلام "أكيد" الاتصال أكثر من مرة مع ادارة محطة "عمان تي في" الا أنه لم يتمكن من الحصول على تعليق حول ما أثاره مقطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي من ردود أفعال، ما يطرح قضية غاية في الأهمية وهي عدم تفهم وسائل إعلام لطبيعة عمل الإعلاميين والصحفيين رغم أنها تعمل في ذات المجال.

 

أضف تعليقك