ما حدث في بدو الوسط

ما حدث في بدو الوسط
الرابط المختصر

لا إجابات وافية حول صناديق اقتراع محطمة، تواجد بعضها في منازل الناس، دفاتر اقتراع متناثرة على الأرض في قاعة اقتراع، وداخل أحد البيوت، أجهزة حاسوب مدمرة بالكامل في القاعة، تلك صور نشرت لأحداث اعتداء وسلب على صناديق الاقتراع في دائرة بدو الوسط الانتخابية.

 

روايات متضاربة، حول عدد الصناديق المعتدى عليها، في دائرة مترامية الأطراف فيها 139 صندوقاً، الهيئة المستقلة للانتخاب تتحدث عن عشرة صناديق تعرضت للاعتداء والسلب، بعد أن أعلنت عن ثمانية صناديق في البداية. في حين فرزت لجان الاقتراع والفرز في بدو الوسط 135 صندوقاً، ولا يزال صندوق رقم 92 مفقوداً.

 

تحالف راصد ـ جهة رقابية مستقلة-، نفى علمه بوجود صناديق مختطفة في أول تصريح له، لعدم وجود مراقبين له في كافة أرجاء الدائرة، لكنه تحدث في اليوم التالي عن أربعة صناديق شهدت مشكلات لا ترقى للاعتداء.

 

في مركز اقتراع رجم الشامي أناث، بقي حوالي ستة أشخاص داخل قاعة الاقتراع والفرز ممن لا يحق لهم البقاء في القاعة بعد إغلاق الصناديق وبدء الفرز. وبينما لم يستطع رئيس القاعة إخراج هؤلاء، وبعد أن أحدثوا الفوضى، خرج رئيس القاعة والعاملين، وتركوا الصندوق وأوراق الاقتراع لمصيرها، هذا ما حدث لهذا الصندوق بحسب شاهد عيان.

 

هند الفايز المرشحة للانتخابات في ذات الدائرة التي بلغت نسبة الاقتراع فيها نحو 72% من 51 ألف ناخبٍ، قالت إنها أخبرت خالد الكلالدة الرجل الأول في الهيئة المستقلة عن احتمالية سرقة الصناديق قبل أيام، مطالبة بضرورة توفير الحماية اللازمة لذلك، كما اتهمت وزير الداخلية، الذي ينتمي لتلك الدائرة الخاصة بقبيلة بني صخر بالتواطؤ. كلام الفايز تُرك دون رد من طرف الهيئة والوزير، وعلى ما يبدو لم تأخذ الهيئة بملاحظتها، ومطالبتها بحماية الصناديق.

 

ورغم مرور حوالي 48 ساعة على عملية الاقتراع، لم تقدم الهيئة المستقلة أو جهاز الأمن العام، معلومات شفافة عن كيفية الاعتداء على الصناديق، ولم تخبرنا عن أرقام الصناديق المنتهكة، وما إذا كان هناك شبهة تواطؤ من طرف العاملين على إدارة العملية الانتخابية في هذا الصناديق، كما لم نعرف رغم أسئلتنا المتكررة عن مصير مرتكبي هذا الجريمة الانتخابية الكبرى.

 

معلومات تقول إن جهاز الأمن العام تحفظ على الصناديق، والهيئة تنفي ذلك، مؤكدة أن الصناديق بحوزتها، لكن الواضح أن الصناديق بعيدة الآن عن أعين المراقبين والصحافة والإعلام، ولا نعرف ما يحدث لها ولمحتوياتها طالما لا مجال للرقابة عليها.

 

إعادة الانتخابات في بعض الصناديق العشرة المتحفظ عليها، سيحمل علامات استفهام كبيرة، على عملية انتخابية اتسمت بالحياد من طرف السلطة، ودقة ومهنية من طرف الهيئة، رغم وجود شبهات شراء الأصوات.

 

ونحن ننتظر نتائج لجنة التحقيق بشأن أحداث بدو الوسط، نتمنى ألا تكون هذه الدائرة حبة الخال البشعة في وجه العروس.

أضف تعليقك