كيف يمكن للحشرات أن تنقذ حياة ملايين البشر؟

في برنامجها الأسبوعي المصور "الخطة ب"، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن مستقبل حياة البشر قد يكون مرهونا بالحشرات، وما سمتها المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية، مشيرة إلى تجارب مقنعة في هذا السياق.

 

كارثة المبيدات

وقالت الصحيفة إن المبيدات التي استخدمت منذ أكثر من 70 عاما ورش منها ما يزيد على أربعة ملايين طن بين عامي 1970 و2017، قد ثبت ضررها، حيث إن دراسات في فرنسا وحدها أوضحت أن ترسبات هذه المواد تبقى بنسبة 72% في الفواكه و42% في الخضروات.

 

وأثبتت الدراسات -حسب الصحيفة- أن للمبيدات آثارا ضارة بالنسبة لصحة الإنسان وللبيئة، وبالتالي أصبح من الضروري البحث عن بدائل أقل ضررا لمكافحة الآفات الزراعية التي تقضي على المحاصيل وقد تؤدي إلى المجاعات.

 

المكافحة البيولوجية

وقد قام عالم الحشرات هانز هارين -الذي كان يعمل في نيجيريا- بعمل كبير في هذا السياق، حيث قضى على حشرة الدعسوقة (خنفساء صغيرة) التي كانت تعيث فسادا في حقول الكاسافا (المانيوك) الأفريقية، وذلك بتطوير نحلة أطلق عليها اسم "لوبيزي"، مما أنقذ محاصيل المانيوك في 27 بلدا أفريقيا يعتمد نظامها الغذائي أساسا على هذه المادة، متفاديا بذلك مجاعة محققة.

تسببت المبيدات الزراعية في تلوث أضر صحة الإنسان والبيئة (مواقع إلكترونية)

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم مزارع غالي في فرنسا برونو غانسيل إنهم استطاعوا تطوير عثة التيفلودروم التي تقضي خصيصا على نوع من العثة المضرة بمزارع التفاح، في برنامج للمكافحة البيولوجية بديل للمبيدات الحشرية.

 

كما تقول مديرة البحث في المركز الفرنسي للبحث العلمي لور كايزر أرنو إنها مع فريقها تسعى إلى تطوير حشرة "كوتيزيا تيفيا" التي يريدونها مخصصة للقضاء على الحشرة المضرة بالذرة الصفراء دون غيرها، داعية إلى توخي الحذر من أجل تفادي الوقوع في أخطاء قد تؤدي إلى كوارث بيئية.

 

محاذير وإخفاقات

وأشار البرنامج بهذه المناسبة إلى إخفاق وقع أواخر الثمانينيات عندما نقلت الخنفساء المنقطة من الصين إلى الولايات المتحدة وأوروبا من أجل القضاء على نوع آخر من الآفات، إلا أن هذه الخنفساء التي تكاثرت أكثر من اللازم، أصبحت تهاجم أنواعا غير مستهدفة من الحشرات، مما أدى إلى أضرار بيئية غير متوقعة.

 

ومع أن هذه التجارب مفيدة وتبدو ناجحة -كما يقول البرنامج- فإننا لا نزال بعيدين عن توفير بديل للمبيدات الحشرية خاصة أن تجارب من هذا النوع أدت في الماضي إلى إخفاقات.

أضف تعليقك