فيلم بهجتي الوحيدة في شومان
تقدم لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء فيلم بهجتي الوحيدة.
من اخراج رهام اردم,على الضفة الاسيوية لمضيق البسفور الذي يفصل اسطنبول الى اوروبية وآسيوية, تجري احداث هذا الفيلم في منطقة بسيطة مهملة حيث يسود الفقر والعنف والدعارة رغم الجمال الطبيعي للمنطقة. شخصيات الفيلم الرئيسية ثلاثة هم الجد طريح الفراش, وابنه المالك لقارب صغير يؤمن من خلال عمله عليه الذي قد يكون قذرا احيانا دخلا متواضعا, والحفيدة حياة التي تبلغ الرابعة عشر من العمر.
يعيش هؤلاء الثلاثة في كوخ متواضع وسط اشخاص اخرين مهمشين او خارجين على القانون. تواجه حياة من بداية عمرها حياة صعبة وعليها ان تتدبر امرها, فالام مطلقة ولا تراها حياة الا نادرا فهي متزوجة من شرطي ورزقت منه بطفل يأخذ الحيز الاكبر من اهتمامها. بعيداً عن حركة ورومانسية العيش قرب الماء, تقاسي حياة شظف وضنك العيش. لكن لدى حياة غريزة البقاء. حيث تلهمها قدرتها على الشجاعة والتحمل والامل في وجه هذه المحن بوجود امكانية عيش حياة افضل رغم الظلم متعدد الاوجه في عالم مجحف.
يعني اسم هذا الفيلم بالتركية ما زالت هناك حياة ومن هنا اختيار هذا الاسم للصبية المراهقة, (كلمة حياة في العربية والتركية تحمل نفس المعنى). ان حبكة الفيلم وكما يريدها المخرج تذهب بالمشاهد في شتى الاتجاهات. قد يبدأ الفيلم بمشهد ما وينتهي او يعاد دون ان يقدم شرحا او تفسيرا مباشرا, كما لو ان المشاهد ينظر الى احجية عليه ان يجمع قطعها المتناثرة.
من ناحية اخرى, يوظف المخرج الاغنية في الفيلم بشكل جميل, فالاغنية الاولى انت سعادتي وإشراقي, و الثانية انا احبك تشكل نقيضا لحياة الصبية المراهقة بطلة الفيلم حياة التي تلعب الدور الرئيسي, فهذه الصبية غير قادرة على التواصل مع من حولها, ونحس احيانا انها لا تتكلم بل تهمهم.
لاغناء ما يريد المخرج توصيله في فيلمه هذا يعمد اولا, الى التلاعب بالضوء والظلال واللون, وثانيا, الى استعمال صوت مصاحب لشريط الفيلم لا ندرك طبيعته فهو يتراوح بين صوت عاصفة او صوت تحطم زجاج و... الخ
يبقى هذا الفيلم الذي تجري احداثه في تركيا الحديثة عملا مؤثرا وطموحا من خلال رؤيته لجانب مهم ومهمل في الحياة التركية المعاصرة.