شوبان في موسم عمان السيمفوني

شوبان في موسم عمان السيمفوني
الرابط المختصر

اختتمت أوركسترا عمان السمفوني ، بقيادة محمد عثمان صديق ، مساء الاربعاء الماضي في مركز الحسين الثقافي ، الموسم الثقافي 2009 - 2010 بأمسية مميزة شارك فيها: عازفة البيانو الأردنية ياسمين العلمي ومغني التينور اللبناني كيفورك بوياجيان.

وبدأت الأمسية مع كونشرتو شوبان رقم 1 للبيانو ، وعزفته العلمي والأوركسترا التي ضمت 40 عازفا ، ويعتبر بعض النقاد الجزء الأوركسترالي في هذا الكونشيرتو أداة مساندة لعازف البيانو على اعتبار أن شوبان كان مؤلفاً موسيقياً لآلة البيانو قبل أي شيء آخر ، في حين ترى فئة ثانية من النقاد أن المصاحبة الأوركسترالية مكتوبة بعناية وعن قصد لتتوافق مع صوت آلة البيانو ، وأن بساطة التوزيع الأوركسترالي يوجد تبايناً مقصوداً بالمقارنة مع التعقيدات الهارمونية التي يؤديها البيانو.

وجاء أداء العلمي والاوكسترا انسيابيا ورائعا في حركات الكونشيرتو الثلاثة: الاولى سريعة وبفخامة والثانية متماهلة جدا والثالثة سريعة جدا ، ومع الأداء المتميز وتفاعل الجمهور ، قدمت العلمي مقطوعة اخرى لوحدها للمؤلف الموسيقي غيرستوين ولاقت تفاعلا كبيرا من الجمهور.

القسم الثاني من الامسية قدمه مغني التنور كيفورك بوياجيان ومجموعة من الأغاني القديمة بعضها بالانجليزية وأخرى بالإيطالية خاصة بعض الأغاني التي اشتهرت بها مدينة نابولي الإيطالية.

ومع أغنية (كارو ميو بين) التي تعبر عن مشاعر الحبيب الصادقة تجاه محبوبته بدأ بوياجيان فقرته ، ليتبعها بأغنية (لا دونا موبيلي) من أوبرا ريغوليتو التي أنجزها المؤلف الإيطالي جيوسيبي فيردي سنة ,1851 وبصوت قوي تابع بوياجيان مع (أوديل ميو دولشي أردور) وهي أول أغنية في الأوبرا التي ألفها كريستوف غلوك سنة 1770 وتحمل العنوان "باريس وهيلين ملكة اسبارطة".

ومع تفاعل الجمهور غنى بوياجيان (سانتا لوتشيا) وهي أغنية من نابولي ، ليتبعها بأغنية من نابولي أيضا وهي (أو سولي ميو) التي أداها العديد من مشاهير مغني الأوبرا من مثل: أنريكو كاروزو وماريو لانزا ومغني التينور الثلاثة دومينغو وكاريراس وبافاروتي بالإضافة إلى مشاهير مغني الروك والبوب من مثل برايان أدامس وألفس بريسلي الذين حوروا بالنص الشعري.

ومن الأوبرا الهزلية قدم بوياجيان من العصر الرومانتيكي أغنية مارثا من تأليف فريدريك فون فلوتو وتبعها بالاغنية الشهيرة ستراينجرز إن ذا نايت والتي لاقت تفاعلا من الجمهور فأغنية تورنا آ سورينتو ، ومع تفاعل الجمهور الكبير اختتم بوياجيان بأغنية ما واي.

يذكر أن مغني التينور كيفورك بوياجيان امتهن الموسيقى في العام 1980 بعد أن حقق الميدالية الفضية في مسابقة في الغناء نظمتها جمعية هماسكايين الأرمنية. وأحيا الحفلات الموسيقية في مناسبات محلية وإقليمية عديدة وبخاصة في لبنان وسوريا والكويت. ويتميز بوفرة الأعمال الغنائية التي يؤديها وتنوعها إنطلاقاً من الأغنيات الأرمنية التقليدية والكلاسيكية وصولاً إلى روائع الأعمال الكلاسيكية الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية.

وتحمل ياسمين العلمي ، التي اثبتب نفسها بصفتها صاحبة أداء موسيقي يتصف بالدقة والحيوية ، درجة ماجستير في العزف على آلة البيانو من كلية مانهاتن الموسيقية. وقد درست البيانو هناك على يد فيليب كاوين وأندره ميشيل شوب كما تدربت على موسيقى الصالة بإشراف جيفري كوين. وطوال سنوات احترافها العزف على آلة البيانو ، عزفت ياسمين العلمي في مواقع مختلفة منها قاعة ستاينواي بنيويورك وقاعة هيلين بيرسون بفلوريدا وقاعة غرين فيلد بكلية مانهاتن حيث كانت تدرس وكذلك في مكتبة برين العامة في بلجيكا وصالة أوكيجم الفرنسية وفناء مالرو الفرنسي ومعاهد أورليان وتور وجامعة رابليه قي فرنسا ، أما في الأردن فكان ظهورها في مركز الحسين الثقافي وفي الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك ودارة الفنون التابعة لمؤسسة خالد شومان.

أما أوركسترا عمان السمفوين فولدت من رحم أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى (مؤسسة الملك الحسين) وبدعم من أمانة عمان الكبرى ، وقدمت باكورة حفلاتها في شهر كانون الثاني (يناير) ,2007 ويتولى المعهد الوطني للموسيقى الإشراف على هذه الأوركسترا إداريا وفنيا تمهيداً لنقلها إلى دارة الملك عبد الله للثقافة والفنون في المستقبل. وتجدر الإشارة بأن قائد الأوركسترا الدائم هو المايسترو محمد عثمان صديق.