ريم علي.. مراسلة الحرب الجزائرية التي تحولت إلى أميرة أردنية
نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأميرة الأردنية التي تنحدر من أصول جزائرية، مراسلة الحرب السابقة الأميرة ريم علي، التي تشغل حاليا منصب مدير عام بالنيابة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأميرة ريم علي متزوجة من الأخ غير الشقيق لملك الأردن، الأمير علي. وقد حازت على لقب "الأميرة" منذ خمسة عشر عاما، مع العلم أنه لم تجمعها علاقات خاصة مع بلدها الثاني الأردن.
وذكرت، أن الأميرة ريم علي ولدت لوالدين جزائريين، وقضت طفولتها في عدة عواصم مثل القاهرة والجزائر ولندن وباريس. ووالدها هو الأخضر الإبراهيمي، الذي شغل سابقا منصب وزير خارجية الجزائر وسفيرا وأمين عام جامعة الدول العربية، ثم مبعوث خاص للأمم المتحدة في بلدان مختلفة في حالة حرب، بما في ذلك سوريا. ومؤخرا، نفى الأخضر الإبراهيمي خبر الاتصال به لترؤس مؤتمر وطني في الجزائر، وإدارة الفترة الانتقالية لما بعد استقالة بوتفليقة.
وأوردت المجلة أن الوضع السياسي المعقد الذي عاشته الأميرة ريم علي خلال فترة شبابها، حال دون سيرها على خُطى والدها في مجال السياسة، ليظل دورها وطموحها محصورين في مراقبة التحولات السياسية حيث وجدت في الصحافة ما ترنو إليه.
وذكرت أن الأميرة ريم علي سافرت إلى باريس لاستكمال دراسة المراحل التحضيرية في تخصص الأدب في مدرسة باستور الثانوية بعد تحصيلها شهادة البكالوريا من المعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة، ثم دخلت جامعة السوربون حيث حصلت على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، وانضمت بعدها إلى معهد الدراسات السياسية بباريس لتنال درجة الماجستير في شؤون العالم العربي.
وأشارت إلى أن الأميرة ريم علي، التي وجدت صعوبة في التخلص من ملاحقة اسم والدها خلال مسيرتها لمكانته السياسية البارزة على الرغم من افتخارها به خوفا من المجاملات خاصة على الصعيد المهني، اختارت كلية الصحافة بجامعة كولومبيا المرموقة. وغطت بعد تخرجها الأخبار في الأمم المتحدة ثم أحداث إعادة انتخاب بيل كلينتون. وفيما بعد، عملت مع وكالة "بلومبرغ" للأنباء ثم في محطة "سي إن إن" الإخبارية، كما أُرسلت لتغطية أخبار اليمن والبحرين ومناسك الحج بمكة.
وأضافت أن الأميرة ريم علي سافرت كذلك إلى المملكة العربية السعودية لإعداد دراسات استقصائية بشأن عائلات الأشخاص الذين شاركوا في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، ثم انتقلت إلى بغداد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2001 لتمكث فيها سنتين، حيث اكتشفت تاريخ البلد الخاص وثقافة العراقيين وكونت العديد من العلاقات. ولكونها جزائرية، تمكنت من كسب ثقة الأشخاص الذين يخشون التحدث إلى الغرباء.
وأقرت المجلة بأن الأميرة ريم علي وفريق "سي إن إن" طردوا لاشتباههم في التجسس بعد غزو العراق من قبل الولايات المتحدة في آذار/ مارس 2003، بينما كانت البلاد تغرق في موجة من الضربات الأمريكية بالصواريخ والتفجيرات. وعلى خلفية ذلك، توجهوا إلى الأردن وواصل الفريق التغطية من فندق "إنتركونتيننتال" حيث تعرفت على زوجها الأمير علي بن الحسين خلال جلسة قهوة.
وقالت إن الأمير علي بن الحسين، الذي كان في ذلك الوقت قائد الحرس الملكي، التقى بالأميرة ريم علي عدة مرات لرغبته في تجميع معلومات عن العراق، وتزامن ذلك مع سقوط تمثال صدام، وإعلان الأمريكيين للنصر. وقد هرع المراسلون من جميع أنحاء العالم إلى العراق، حيث خرجت مجموعات مختلفة على غرار الشيوعيين والأناركيين وكان لدى جميعهم مطالب، تلتها المزيد من الحركات والهجمات المتطرفة.
وذكرت، أن اجتماع الأميرة ريم علي بالأمير علي غير حياتها فاختارت أن تضحي بمهنتها بعد تفكير، ثم أُعلن عن زواجهما سنة 2004 وأصبحت ريم الإبراهيمي الأميرة ريم علي من الأردن. وقد اتخذت بعد ذلك بداية جديدة وعملت على احترام القواعد والبروتوكول الملكي كما رزقت بطفلين وظلت متعقلة وفطنة للغاية في ما يتعلق بحياتها الخاصة، إلى أن أتتها النصيحة من قبل زوجها بأن تظل على طبيعتها ولا تنساق وراء طلبات الآخرين الذين يملون عليها ما يتوجب عليها فعله أو تركه، وهو ما اعتبرته الأميرة تصرفا حكيما من قبل زوجها.
وأشارت المجلة إلى أن الأميرة الأردنية أسست معهد الإعلام الأردني لتغيير الطريقة التي يتم بها تعليم الصحافة، وتأمل بذلك أن تغرس في طلابها شعورًا بالكفاءة المهنية وإحساس التميز. كما تقر الأميرة الأردنية بوجوب تحسين بعض المسائل المتعلقة بحرية التعبير واستقلالية وسائل الإعلام في الأُردن، وتُشيد بأن الملك يُمثل شخصية لا يمكن المساس بها.
وفي الختام، نوهت المجلة إلى أن الأميرة تفتقد العمل على أرض الميدان كما رغبت كثيرا في تغطية أحداث مصر وتونس. ولكنها تتحفظ عن التعليق على أحداث الجزائر الحالية، مشيدة بعزم الجزائريين على حل مسائلهم السياسية بأنفسهم ومُعتبرة أن الحل ينبثق من الأشخاص الراغبين في المُضي قدما وتحسين الأوضاع.