"رحلة حنظلة" لونوس في المركز القافي
شهد المركز الثقافي الملكي ، مساء أمس الأول ، عرض مسرحية "رحلة حنظلة" ، التي أعدها وأخرجها د. فراس الريموني ، عن نص للكاتب السوري الراحل سعد الله ونّـوس.
وتتناول المسرحية حياة رجل يعمل (كومبارس) في فرقة مسرحية ، وهو محب لقراءة الكتب ، محاولا فهم العالم ، وزيادة على الفقر المدقع ، توضع في طريق (الرجل) جملة من المصاعب والعراقيل ، حيث يصار إلى التحقيق معه على تهمة لم يعرفها ، ثم يسجن لمدة عام ، إلا أنه يتمكن من رشوة القاضي والخروج من السجن ، ليجد أن الحياة خارج السجن ، لا تختلف كثيرا عما هي عليه في داخله ، حيث يظل عاجزا عن فهم واستيعاب العالم ، إضافة إلى عدم القدرة على العودة إلى عمله السابق ، ما يصعب عليه الحياة ، ويجعلها بلا معنى.
مثل في المسرحية كل من: مرعي الشوابكة وعيسى الجراح وأحمد العمري ومحمد الطاهات ومحمود الجراح ، ووضعت الموسيقى بسمة حداد.
و"رحلة حنظلة" هي كتابة مسرحية جديدة لنص بيتر فايس ، الذي يحمل اسم "كيف تخلص السيد موكينبوت من آلامه؟" ، ولكن عبر اسقاطات على المجتمع العربي بشكل عام ، وقد قام بإعادة الصياغة الأدبية للمسرحية الكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس ، وتم تمثيل المسرحية أكثر من مرة في مختلف أنحاء الوطن العربي ، حيث عبّرت بصدق وشفافية عن حال المثقف العربي وعلاقته بالسلطة الحاكمة.
المخرج فراس الريموني ذهب بالنص نحو فضاء محلي من خلال طرحه قضية معاناة الفنان الأردني في مجتمعه ، تماما كما منح ونّوس النص الأصلي للمسرحية صبغة عربية. الريموني نفسه قال لـ "الدستور" إن النص يتحدث عن المثقف العربي الذي توضع في طريقه العراقيل ، بغية تقزيم دوره ، وإبعاده عن التاثير في حياة مجتمعه ، إذ تبقى الأبواب مغلقة في وجهه ، ويظل رازحا تحت خط الفقر والعجز.
يذكر أن الريموني حصل ، مؤخرا ، على درجة الدكتوراة في الدراما والمسرح ، وهو من مؤسسي فرقة طقوس المسرحية ، التي تقيم ، منذ عامين ، مهرجانا سنويا تشارك فيه مسرحيات محلية وعربية ، ورسالة الفرقة تتلخص في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري وتطويره.