"حديث المرايا" لهدى فاخوري

"حديث المرايا" لهدى فاخوري
الرابط المختصر

عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، وبدعم من وزارة الثقافة، صدر للقاصة د.هدى فاخوري مجموعة قصصية بعنوان "حديث المرايا والكوابيس" وضمت هذه المجموعة ثماني وعشرين قصة قصيرة.

تقول فاخوري، التي درست طب الأسنان في جامعة القاهرة، وهي كاتبة قصص الأطفال، وتكتب المقال الصحافي منذ العام 1975، في مقدمتها للمجموعة، "لكل مراياه، ولكل مرآة خواطرها، وقد تكون قصص تلك المرايا المتشظية من المرآة الأم قصصا لا معقولة في زمن لا معقول تعيشه بطلات وأبطال المرايا الذين مروا بالصدفة البحتة أمام كسرة من مرآة ملقاة على قارعة الطريق".

وتسرد لنا فاخوري التي أصدرت أول كتاب علمي للأطفال في العام 1980، بعنوان "قصة الأسنان"، بلغة فلسفية رشيقة راقية، تسرد نماذج من النفوس البشرية التي تتفاوت بين تفاؤل وتشاؤم، ويتجلى فيها الصدق والفلسفة معا.

الثيمة الرئيسية لهذه المجموعة هي المرايا التي قالت فاخوري في مقدمتها إن "الإنسان يحمل في ثنايا خلاياه مرايا تحفظ الوجوه والأحداث والذكريات، ومن خلال ذاكرة مراياه يكون رد فعله تجاه ما يمر به في كل لحظة، وعندما تتهشم مرايا الذات يفقد الإنسان بوصلته، لكن إذا انسجمت رؤية المرايا فإن حياة هذا الإنسان تصبح حياة رائعة قادرة على العطاء والحب".

وتؤكد فاخوري صاحبة "السنونية" و"صديقتي شجرة اللوز" و"أيام صبا الباسمة"، وهي مجموعات قصصية للأطفال، أن "المرآة عندما تتحطم تخلق ألف مرآة وألف شكل، تماما كما يحدث عندما تتحطم الروح أو النفس الإنسانية، فإنها تتشظى لألف نفس، في كل ثانية يحس الإنسان المتشظي أن للعالم شكلا آخر".

تقوم فاخوري في "حديث المرايا والكوابيس" بسبر أغوار النفس البشرية المتشابهة وغير المتشابهة وذلك من خلال اختلاف النفس والفرد، وما تعكسه مرآته، محاولة المزج بين أدوات الكتابة الإبداعية التي لا تخلو من فلسفة وواقع وخيال، مستعرضة أمثلة للعلاقات البشرية.

ورأت فاخوري أن الحب هو الوحيد القادر على خلق الانسجام المطلوب في مرايا الذات. ويظل الإنسان السوي يبحث عن هذا الانسجام لعله يحصل ذات مرة على الحب المنشود الذي يمنحه الآمان.

قالت فاخوري إنها تكتب وعينها على القارئ، "هل يقبل القارئ كوابيسنا وأحلامنا ورؤيتنا لنا ولهم من خلال مرايا ذواتنا وذواتهم؟" للقارئ وفق فاخوري "الحق في قراءة نصه الخاص، أثناء الإطلال عليه، وتعتقد أن الكاتب يصبح خارج زمن القارئ الذي يحب أو لا يحب أن يعبر إلى ذلك الزمن الخاص الذي أنتج النص.

وفاخوري التي تكتب مقالا صحافيا أسبوعيا في جريدة الدستور الزميلة، ترى أن النفس تحاور تلك المرآة المتشظية وتشاورها حول الحياة والمبادئ والجمال والحب والسعادة والطفولة وكل ما خطر ببالها. وتطرح فاخوري تساؤلا حول إن كانت "المرآة مدركة وواعية لحاجة الإنسان لأفكارها، وإن كانت المرايا صادقة في أحكامها على بني البشر ام لا".

وتضيف في المقدمة "أن الكوابيس خواطر تقفز إلى الذهن من دون موعد، اذ تتشكل رؤية غير منطقية لحدث ما، أو خبر مرّ مروراّ عابراّ على مسامعك، أو صورة انطبعت في الذاكرة، وأخرجتها إلى العلن صدفة، زمنية حركت هذه الذاكرة وخلقت منها كابوساً".

وتنوه فاخوري إلى أن كوابيس الأدب "تختلف عن كوابيس الليل"، فهي "كوابيس ذهنية كُتبت في أعلى مراحل الوعي، على عكس الكوابيس التي يعاني منها من ابتلي بها ليلا"، منوهة إلى ان الكوابيس "قد تعكس كما تعكس المرايا حالة الإنسان لحظة إطلاله على ذاته من خلال مرآة تقبع أمامه، أو مرآة تسكن في عمق ذاته غير المرئية".

تتكون المجموعة القصصية من جزأين الأول يتضمن "18" قصة تكشف فيه فاخوري عن خفايا النفس من خلال حوارات ومواقف تدور بين الإنسان والمرايا التي تنحاز إلى الصدق وترفض أن تكون شريكة في الخداع كما جاء في قصة "مرآة المخادعين" مؤكدة أن المرآة "لا تشارك المخادع"، فعندما تهشمت المرآة "وقف المخادع يبحث عن شقفه منها تتعاطف معه، فأمسك بقطعة مدورة فلم تمنحه ما طلب".

أما الجزء الثاني الذي يحمل عنوان "يوميات كابوسية" فيشمل "10" قصص، تروي تلك الكوابيس التي يمر بها الإنسان، كما تحضر في هذ1ا الجزء الطفولة من خلال قصة "الطفل وزهرة الفل"، الطفل الذي يستيقظ صباحا فيجد الأفعى مكورة بلا حراك.. وأطفال الحضانة الذين تحضر إليهم الأفعى في أحلامهم، وزهرة الفل هي التي تنقذهم من حلم.

أضف تعليقك