تكريم الأستاذ علي محافظة

تكريم الأستاذ علي محافظة
الرابط المختصر

اقامت بلدية اربد الكبرى احتفالا مساء امس الاول تكريما للاستاذ الدكتور علي محافظة.

وقال الاستاذ الدكتور محمدعدنان البخيت في كلمة بالحفل ان محافظة أولى البحث العلمي والطلاب جلّ عنايته ، وتناولت مؤلفاته تاريخ الأردن منذ قيام الإمارة إلى اليوم ، كما عُني بالتأريخ للفكر السياسي في الأردن وفلسطين ، وبالحركات الإصلاحية في القرن التاسع عشر ، وتتبع مواقف ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا من القضايا العربية ، وعلى رأسها قضية فلسطين والجامعة العربية والوحدة العربية.

وواضاف ان محافظة لم يتجنب البحث في القضايا العامة مثل دراساته عن الديمقراطية المقيدة حالة الأردن 1989 - 1999 الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت عام 2001 ، مثلما يحرص على رفد الصحافة والمجلات العلمية والفكرية بمقالاته وتحليلاته الشافية.

وقال البخيت ، أتوجه بها لكل واحد منكم هذا المساء في هذه القاعة التي درجت فيها بلدية إربد على تكريم المتميزين من أبناء الوطن ، وها نحن نجتمع هذا المساء لتكريم شخصية أكاديمية عصامية فذة استطاعت أن تشق طريقها عبر الصعاب بالإصرار والمثابرة والإبداع فالدكتور علي محافظة هو ككل أبناء القرى الأردنية من أبناء جيله سواء من كفر جايز أو من غيرها عصاميون فمن تلك القرية قدم لمتابعة دراسته في مدرسة إربد ليلتقي فيها مع زملائه من أبناء قرى المنطقة فانطلق من محليته وتعرف على المستقبل وعلى آفاقه من أفواه أساتذته ومن انخراطه مع زملائه في الأنشطة الطلابية علمية كانت أو سياسية أو فكرية ، وبالتالي فإن علياً لم يمر في تلك المرحلة عابر سبيل بل وفي مرحلة مبكرة حمل في قلبه طموح وطنه وعلى كتفيه هموم الأمة العربية وطموحاتها إزاء المشاكل الموروثة والتحدي الأكبر المتمثل بالسرطان الإسرائيلي المزروع في أحلى جانب من جوانب الوطن العربي الكبير بفلسطين ، لذا كان التحاقه بكلية الآداب في جامعة دمشق لدراسة التاريخ فرصة جديدة للتعمق في فهم قضايا الأمة ولينهل عن كثب من الأفكار القومية السائدة والفوارة في دمشق المتأججة في عز الشرق أثناء تجربة الوحدة بين مصر وسورية ، حيث عمل معلماً في مدارس الريف السوري ، وبعد تخرجه عام م1960 عمل معلماً في مدرسة رغدان بعمان ، ومن يومها إلى يوم الناس هذا بقي علي محافظة معلماً يغتنم كل فرصة للتواصل مع تلاميذه في قاعات المحاضرات والبحث سواء في الجامعة الأردنية أو جامعة مؤتة التي أسسها عام م1981 أو في جامعة اليرموك التي رأسها وأدارها 1989( - 1993م) وحتى بعد أن تركها. وساعدته تجربته في العمل بوزارة الخارجية في كل من بون وتونس والجزائر والقاهرة لمدة تناهز تسع سنوات أن يطلع على أحوال الجاليات العربية في تلك البلدان ، وبخاصة أوضاع طلابنا ، وتعرف على مختلف المدارس الفكرية في كتابة التاريخ في البلاد التي خدم بها وهي: فرنسا وألمانيا والشمال الأفريقي ، وأتيح له أن يتقن اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية ، وأصبح من القلة القليلة من المؤرخين العرب الذين أعدوا العدة للولوج في معارج كتابة التاريخ العربي الحديث والمعاصر من خلال وثائق الدول الأجنبية الألمانية والفرنسية والإنجليزية بالإضافة إلى المصادر العربية من وثائق وصحف ومذكرات بمنهجية علمية دقيقة وعميقة.

وقال البخيت ، بعد عودة علي محافظة من العمل في الخارج التحق بالجامعة الأردنية عام م1971 أستاذاً مساعداً ، وتدرج في الرتب العلمية أستاذاً مشاركاً وأستاذاً ، وتولى عدداً من المناصب الأكاديمية بكلية الآداب مما أغنى تجربته بالإدارة الأكاديمية ، وأهله عام 1981 - م1989 ليتولى تأسيس جامعة مؤتة ورئاستها التي كانت تمثل تجربة جديدة في الأردن بتشكيل جيل المستقبل من ضباط القوات المسلحة والأمن العام على أسس علمية متينة. ومن هنا كان له فضل التأسيس والبناء ، ولا يعرف مقدار المعاناة والتعب في تأسيس أي جامعة في زمن الشُح المالي إلا من كابد مثل هذه المهمة ، فكان فضلُ علي محافظة أن قدم للوطن جامعة تجمع بين علوم الدين والدنيا والعلوم العسكرية ، وتوسعت فيما بعد لتضم جناحاً مدنياً يلبي حاجة أبناء الأردن بعامة وطلاب وطالبات محافظات الجنوب بخاصة ، وكان لي شرف العمل معه في لجنة البحث العلمي وفي هيئة تحرير مجلة مؤتة للبحوث والدراسات سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية ، وعندما قدر لي أن أتولى رئاسة جامعة مؤتة عام م1991 قدرت مدى الجهد الهائل الذي بذله الدكتور علي في إقامة الكليات وبناء المرافق وتوصيف المواد ووضع المناهج وبخاصة مناهج طلاب الجناح العسكري. ومن هنا يمكنني أن أصفَ علياً بصدقْ وأمانة بالرجل الباني والمُؤسس.