تسجيل طائر الخرشنه السندويتشية في مرصد طيور العقبة لأول مرة
اضاف فريق الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في مرصد طيور العقبة، نوعاً جديداً لقائمة الانواع المسجلة في مرصد الطيور بعد تسجيله لطائر الخرشنه السندويتشية (Thalasseus sandvicensis) في بيئات مرصد الطيور.
وقال مدير المرصد فراس الرحاحلة أن هذا الطائر يعبر منطقتنا خلال مواسم الهجرة ويعتبر من الانواع البحرية التي يندر تواجدها على اليابسة بعيده عن البحر لاعتماده على الاسماك في غذائه ونتيجة لانحسار البيئات البحرية في الاردن على خليج العقبة فان الفرصة الاكبر لمشاهدته في الاردن تكمن في البيئة البحرية في العقبة.
وبخصوص هذا التسجيل قال الرحاحلة أن هذا الطائر لم يرد تسجيله في بيئات مرصد طيور العقبة التي تبعد بضعة كيلومترات عن خليج العقبة وان المشاهدات السابقة منحسرة بمشاهدته في البيئة البحرية لذا فان تسجيل هذا النوع في بيئات المرصد يعد تسجيل جديد لقائمة الانواع في مرصد الطيور والتي اصبحت 245 نوع بعد اضافة طائر الخرشنة السندويتشية لها. الامر الذي يبرز اهمية بيئات مرصد الطيور المتنوعة كبيئة آمنه لاستراحة الانواع المهاجرة خلال عبورها للأردن في رحلتي الخريف والربيع من كل عام.
وبين الرحاحلة أن هذا التسجيل قد تم من خلال فريق مرصد طيور العقبة بتاريخ 6 تموز 2019 لتصبح عدد الانواع المسجلة في المرصد 245 نوع تشكل بمجموعها 56% من تعداد الانواع المسجلة في الاردن بشكل عام.
وأضاف أن موسم هجرة الطيور في فصل الخريف يبدأ عادة في الاردن في منتصف شهر آب وينتهي مع نهاية شهر تشرين الثاني في حين يبدأ موسم هجرة الربيع في منتصف شهر شباط وينتهي مع انتهاء شهر ايار.
وبسبب دفئ المناخ في مدينة العقبة خلال موسم الشتاء فان مرصد طيور العقبة يشهد تواجد لأنواع مختلفة للطيور تتخذ من بيئاته مكاننا لقضاء موسم الشتاء فيها عوضا عن تكبد عناء رحلة اطول الى مناطق مختلفة ذات مناخ مماثل في افريقيا بحسب ما قال الرحاحلة.
يشار الى ان المرصد تبلغ مساحته نصف كيلومتر مربع يرتاده سنويا ما يصل لنصف مليون طائر سنويا خلال اوقات الهجرة اذ يعد اخر استراحة للطيور المهاجرة قبل دخول افريقيا من الطرف الشمالي لخليج العقبة واول استراحة لها عند عبور اسيا من المسار نفسه.
ويعتبر مرصد طيور العقبة من المناطق الهامة للطيور المهاجرة في الأردن والتي تقع على ثاني اهم مسار لهجرة الطيور في العالم وهو مسار حفرة الانهدام، كما ان موقع العقبة على راس خليج العقبة بين قارتي افريقيا واسيا يعد من المواقع الاستراتيجية على مسارات هجرة الطيور اذ تربط العقبة بين القارتين من خلال المسافة المائية القصيرة لعرض خليج العقبة ويعرف هذا النوع من المناطق بمناطق عنق الزجاجة بحسب تصنيف مؤسسة بيردلايف إنترناشيونال والجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
ويتكون مرصد طيور العقبة من موائل اصطناعية تشتمل على بيئات شجرية و مسطحات مائية ضخمة تلعب جميعها دور بارز في استقطاب الطيور المهاجرة خلال موسمي الهجرة من كل عام, اذ تستخدم المياه المعالجة في تشكيل هذه المسطحات المائية الكبيرة مما يضفي للمرصد ميزة بيئية فريدة من نوعها على مستوى الاقليم والعالم ايضاً في هذا المجال, ويضيف هذا الموقع نقطة بارزه لالتزام الاردن في الاتفاقيات الدولية لحماية التنوع الحيوي وحماية الطيور المهاجرة من خلال التعاون البارز في انجاحه بين للجمعية الملكية لحماية الطبيعة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة مياه العقبة كأحد اهم الامثلة البيئية الريادية في بلد يعد من الدول الفقيرة بموارد المياه. وهذا التنوع الكبير في الموائل داخل مرصد طيور العقبة يضمن تنوع واضح للطيور في الموقع مما يتيح لمراقب الطيور الفرصة في مشاهدة ما يزيد عن 80 نوع مختلف من الطيور خلال جولته اليومية خلال ذروة موسم الهجرة وهي ميزه قد لا يجدها الكثيرون من هواة مراقبة الطيور خلال تجوالهم في مساحات شاسعة جداً في بعض دول العالم.