تأبين المناضلة اسما مدانات " عزيزة "

تأبين المناضلة اسما مدانات " عزيزة "
الرابط المختصر

اقيم مساء يوم الخميس 29 آذار 2018 في مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمّان الكبرى حفل تأبين للمناضلة أسما (عزيزة) المدانات بمشاركة أكثر من مئتي شخصية من رفاق و زملاء و أصدقاء الفقيدة إستذكروا بإعجاب وإجلال مسيرتها النضالية.

وتحدث خلال الحفل نخبة من السياسيين والأصدقاء مستذكرين مناقب الفقيدة ودورها كأحدى رائدات العمل السياسي الوطني والحركة النسائية في الأردن والتربية والتعليم والعمل الإجتماعي التطوعي.

ولدت في ربيع عام 1934 في قرية أدر شمال مدينة الكرك، وتحولت حياتها الى ملحمة نضالية حقيقية إختلط فيها الشخصي بالعام بالخاص حين فقدت زوجها و هي في ريعان الشباب ووجدت نفسها المعيل لوالدتها وشقيقتها وطفلتيها خلال غياب شقيقها المناضل عيسى مدانات في الجفر. على الرغم من كل التحديات إستطاعت تحويل المعاناة الى عطاء ملموس ترك أثره في النساء اللواتي ارتدن مراكز محو الأمية والتدريب المهني والتي أسهمت بإقامتها في أبو نصير والبقعة والطيبة وامتد عملها ليشمل المدن والقرى والبوادي والمخيمات الأردنية، بعطاء بلا حدود وبذلك جسدت أرقى معاني الإنسانية.

وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي من (إعداد المخرج محمد حرب) مكون من جزئين: الأول لقاء في إستوديو التلفزيون الأردني مع الفقيدة سجل وتم عرضة عام 2004 تحدثت فيه عن مسيرتها الطويلة في العمل التطوعي وإنعكاس ذلك على المستفيدات من دروس محو الأمية والتدريب على اعمال الشغل والتطريز والتريكو وتكنولوجيا المعلومات بما يعود على المستفيدات من مردود مادي يساهم في إعالة اسرهن، وتم عرض الجزء الثاني في ختام الحفل عرضت فيه مقتطفات من حديث السيدات اللواتي عرفن أسما و ذكرن كيف إجتذبتهن للدراسة في الجمعية والأثر المهم والملموس للمعرفة المكتسبة عليهن و إنعكاسها على مساهمتهن في إقتصاد بيوتهن.

كما تحدث فهمي الكتوت مندوباً عن التيار الديمقراطي التقدمي عن علاقة الفقيدة بالحياة السياسية خلال فترة الأحكام العرفية وما اعتراها من صعوبات كبيرة في النشاط السياسي العام والتطوعي.

وقدم عريف الحفل/ د. مراد الكلالدة، المتحدثة التالية، السيدة آمنة الزعبي/ رئيسة إتحاد المرأة الأردنية التي تحدثت عن الفقيدة ومساهمتها المبكرة جنبا الى جنب مع رائدات الحركة النسائية الأردنية بتشكيل وإعادة تشكيل الإتحاد النسائي الأردني، بكلمات من القلب إلى القلوب. كما تحدث الدكتور عبد الله الخطيب/ الرئيس السابق لإتحاد الجمعيات الخيرية عن دور الفقيدة البارز في مجال العمل التطوعي الإجتماعي، وتحدث عن تفانيها وصدقها وإستقامتها ومثابرتها في سعيها لإنجاز المهام، وعبر عن سعادته لإنجاز الفقيدة وزميلاتها صرحين للجمعية يضمنان إستدامة نشاط الجمعية في خدمة وتمكين النساء، وحث على ضرورة تكريم الرواد الكبار/ وأسما مدانات من أهمهم في مجال العمل الخيري التطوعي، ابان حياتهم.

وأرتجل النائب خالد رمضان كلمة عبر فيها عن وده وإحترامه الكبير للفقيده ودورها كرائدة في مجال العمل الوطني التحرري وحقوق المرأة منذ خمسينيات القرن الماضي وربط بين مراحل العمل السياسي منذ نشأة الدولة والنضال المتراكم للرواد الذي أفضى إلى ما نحن فيه على سلم الديمقراطية والتعددية الحزبية التي نعمل على تطويرها على الدوام.

ومن الجدير بالذكر أن الفقيدة عملت كمعلمة في العديد من المدارس، تعرضت للفصل التعسفي المتكرر والنفي، حتى أستقرت في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية حيث عملت لمدة 21 عاما تركت بصماتها على مئات من الخريجين والخريجات هكذا تذكرها المهندس عماد قموه 'مس أسما' أحد خريجي المدرسة وإستحضر دورها في تربية الأجيال وتميزها في زرع الأمل بإمكانية تخطي التحديات وتحقيق الإنجاز والنجاح عن طريق المثابرة والعمل وعلى الرغم من إنعدام الموارد.

كما تحدثت عضو الهيئة الإدارية للجمعية النسائية لمكافحة الأمية/ المهندسة فاديا كرادشة عن دورالفقيدة في تأسيس الجمعية ودورها البارز في تطوير عمل الجمعية من محو الأمية الأبجدية وإقرانها بالتدريب المهني وتكنولوجيا المعلومات الأمر الذي مكن الآف النساء الخريجات من دورات الجمعية من المساهمة في إقتصاد إسرهن. السيدة جوزفين حماتي/ إحدى رائدات العمل الخيري تحدثت بحرارة ومودة عن علاقتها بالفقيدة.

وبعد أن استمع الحضور لكلمات المؤبنين، تسائل عريف الحفل، ماذا عن أقرب الناس للفقيدة وكيف انعكست حياتها الصعبة على أسرتها الصغيرة المكونة من ابنتين تحصلتا على اعلى الشهادات العلمية، الدكتورة وفاء/ إختصاصية أمراض المفاصل والروماتزم، والدكتورة أمل/ إختصاصية أمراض الغدد الصماء والسكري والتي شكرت الحضور على كلماتهم ومشاعرهم الطيبة تجاه الأم أسما المدانات.
وفي ختام الحفل إجتمع الحضور في لوبي المركز لتناول المرطبات والقهوة ووزعت فيه باقات من الزهور على المتحدثين.

أضف تعليقك