انطلاق مؤتمر التنوع الديني بهدف احترام التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي، في ضوء المواطنة المشتركة

انطلاق مؤتمر التنوع الديني بهدف احترام التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي، في ضوء المواطنة المشتركة
الرابط المختصر

 

بدأت في عمان، الثلاثاء، أعمال مؤتمر "التنوع الديني: التعدّدية والتسامح والتماسك الاجتماعي في ضوء المواطنة المشتركة" الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد".

 

ويستضيف المؤتمر الذي يستمر ليومين  أكثر من 100 مشارك من 25 دولة على مدى يومين للنقاش حول الدور المحوري للقيادات والمؤسسات الدينية في تعزيز التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي ضمن نطاق برنامج عمل أقليمي يأخذ في الاعتبار أولويات وحاجات مجتمعات المنطقة العربية وتسعى إلى فتح قنوات التواصل والتشارك بين فئات المجتمع من فئات المجتمع والتي يمكن تطويرها عبر آليات جديدة.

 

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور وائل عربيات إن التعددية هي سنة الكون فلا يستطيع أحد من البشرية العيش بمفرده أو دون تعاون مع الغير فهو محتاج للانتفاع من علم و قوة وصلاحيات الآخرين موضحا أن التعددية و التعامل مع الآخرين تعطي الجمالية للكون ولكنها تحتاج للترتيب و التنسيق لإظهار هذا الجمال المهم للبشرية.

 

وأكد أن الحوار بين الجميع يمنع البشرية من الصدام الذي يعود على الجميع بالخسارة.

 

وقال عربيات إن الدولة المدنية موجودة منذ بداية الإسلام حيث كانت المدينة المنورة أساسا لها و أوجدت دستور المدينة الذي قبل الجميع واعتبرهم جزءا من الدولة دون النظر إلى دينه أو عرقه او لونه.

 

وقالت المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في المملكة الأردنية الهاشمية ورئيس مكتب دعم المكاتب القطرية في المكتب الإقليمي للمنطقة العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي زينا علي أحمد " نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومن خلال عملنا في ثمانية عشر دولة عربية، نُدرك وبالممارسة بأنّنا نظلم تاريخنا وإرثنا إن لم نعمل على نبذ السرديات المتطرفة التي تُختصر بها منطقتنا".

 

وأضافت: غير أن هذا الإرث لا يجب أن يعمينا عن التحديات العديدة التي نواجهها اليوم والتي ليس بالإمكان معالجتها والتصدّي لها من دون فهم معمّق للمسببات والمشاكل التي أوصلتنا إلى الدرك الذي نشهده اليوم في العديد من بلداننا. وإدراكًا منّا بأهمية دور القادة الدينيين والمنظمات الدينية، نعمل مع العديد من الشركاء في مكاتبنا، ومنهم كايسيد، على إعادة إحياء وتفعيل حوارات التنوع الديني من خلال جهد جماعي يهدف إلى تطبيق أهداف التنمية المستدامة وإلى تحقيق التنمية والسلام والاستقرار،" ختمت زينا علي أحمد.

 

وقال كبير مستشاري مركز الحوار العالمي "كايسيد الدكتور محمد أبو نمر"نحن نعمل من خلال شراكاتنا المحلية والدولية للحفاظ على التنوع الديني والثقافي في ضوء المواطنة المشتركة  بتوفير منصات قد تساعد في إحداث تغيير إيجابي لدعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي وقيم الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة.

 

وأوضح: أننا ندعم الأمم المتحدة للوصول إلى غايتها السامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مشاريعنا مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو ومكتب الأمم المتحدة ضد الإبادة الجماعية. وبوصفنا منظمة حوارية، نؤمن بمساهمة القيادات الدينية لإيجاد حلول مستدامة للسلام والتعايش السلمي، لذلك ندعو لاتباع نهج شامل لمواجهة التحديات المعاصرة من خلال مشاركة القيادات والمؤسسات الدينية إلى جانب صانعي القرار وكافة مكونات المجتمع."

 

وتحدث في الجلسة الافتتاحية سفير اليابان في الأردن السفير سوئيتشي ساكوراي الذي أكد أن اليابان ساهمت في تعزيز التنوع الثقافي و الحوار في العالم وخاصة في المنطقة العربية مشيرا إلى أن دعم اليابان في حوار الأديان و في العلميات ضد الإرهاب.

 

تأتي أهمية المؤتمر سيما وأن المنطقة العربية التي تعرف بثراء نسيجها الاجتماعي وبغنى تفاعلاتها السياسية والثقافية، تشهد في الآونة الأخيرة تصاعد في وتيرة التطرّف من أجل غايات سياسية وانتهازية ضيقة وتدميرية على حساب الوجه التعددي للخطاب الديني وعلى حساب قيم وأسس التسامح والتعددية والتماسك الاجتماعي، وفي وقت باتت فيه إمكانات الشباب في المنطقة العربية معرضةً لخطر الاستغلال والتوظيف على يد منظمات متطرفة، بحيث لم يعد العمل على مختلف المستويات لمواجهة جذور التطرف خيارا بل أصبح ضرورة ملحة.

أضف تعليقك