"المغطس" وجهة الحج للكنائس المسيحية في كانون الثاني

"المغطس" وجهة الحج للكنائس المسيحية في كانون الثاني
الرابط المختصر

يعد موقع عماد السيد المسيح(المغطس) وجهة الكنائس للحج المسيحي ومقصدا للحجاج المسيحيين في شهر كانون الثاني من كل عام.

ويستقبل المغطس خلال هذه الفترة الآلاف من الزوار والحجاج من شتى الكنائس والطوائف المسيحية المختلفة.

وقال مدير عام هيئة المغطس، الدكتور سليمان الفرجات، إن المغطس يمثل المكان المخصص للأعياد السنوية لحجاج الطوائف المسيحية ويسمى عيد الغطاس او عيد الحج المسيحي الكبير والذي يعد موروثا تقليديا قديم يمثل كيف ان السيد المسيح تعمد من قبل يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه السلام).

واضاف فرجات، لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، ان موسم الحج المسيحي يتم خلال شهر كانون الثاني من كل عام من خلال استقبال اعداد كبيرة من زوار المغطس حيث بلغ عدد الحجاج الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية ما يزيد عن 11 الف حاج اضافة الى جموع من كنائس الاقباط والسريان والكنيسية اللوثرية والارمن وغيرهم من الكنائس المختلفة.

وبين فرجات ان المغطس يعد وجهة لمسيحيي الدول الاروبية والعربية دون استثناء؛ حيث بلغ زوار المغطس للعام الماضي من خارج الدول العربية مايزيد عن 80 الف زائر للقيام بعملية التعميد في المياه المقدسة.

واضاف ان هيئة المغطس تقدم جميع التسهيلات لزوار وحجاج المغطس من خدمات وادلاء سياحيين ونشرات عن الموقع وايجاد اماكن خاصة تحوي على مياه من موقع عماد السيد المسيح (تسمى اجران) يتم استعمالها لغايات التعميد، اضافة الى وجود أماكن خاصة لبيع التحف التقليدية والمصنوعات اليدوية وجميعها مرتبطة بتاريخ وموقع المغطس.

واشار فرجات إلى ان المغطس يمثل حقبة تاريخية ودينية حيث انه تم اكتشاف 5 كنائس 3 منها تم بنائها في العهد الاسلامي، وهو مايمثل تعايش ديني بكل ما تعنيه الكلمة.

وأضاف الفرجات انه يوجد في موقع المغطس 5 برك؛ تقع الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل وتعود للعهد الروماني، أي ما بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد.

وهناك بركتان تقع الاولى على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار. وبركة جنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة، ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح، ويستطيع الحجاج النزول إلى البركة من أجل أن يتعمدوا.

وهنالك بركتان مربعتان تعودان إلى نفس الفترة الرومانية، وقد أضيفت الحجارة المربعة المنحوتة إلى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية من فترات لاحقة، وربما كانت تستعمل كدرج للنزول إلى البركة، ويصل الماء إلى البرك بواسطة أقنية مغطاة بالقناطر وتؤكد العديد من النصوص الدينية، والأثرية، والتصريحات البابوية ومراسلات رؤساء الطوائف المسيحية ومشاهدات الرحالة والمستكشفين بأن موقع المغطس على الجانب الشرقي من نهر الأردن (وتسمى بيت عنيا) هو مهد انطلاقة الديانة المسيحية ومكان عمادة السيد المسيح، بحسب خبراء ومختصين.

من جانبه، قال رئيس مركز التعايش الديني في المملكة، الاب نبيل حداد، إن الله حبى هذه البلد بهذا النهر المقدس؛ حيث ولد المسيح في بيت لحم وولدت المسيحية عند عين عينا عبر نهر الاردن يوم تعمد السيد المسيح على يد النبي يوحنا المعمدان، مبينا انها دعوة للعالم كله: "ان هلموا الينا لتروا التعايش الديني على الارض المباركة للرد على شرور الارهاب وجرائم العنف".

ودعا الاب حداد جميع الكنائس من جميع دول العالم والدول العربية الى القدوم الى الاردن والتبرك بالنهر المقدس من خلال موقع عماد السيد المسيح.

وقال راعي كنيسة شهداء الاردن، الاب حنا كلداني، إن موقع المغطس حسب الانجيل المقدس من اقدس الاماكن في الاردن بالشواهد التاريخية وشواهد الرحالة والحفائر الاثرية، مبينا اننا عندما نسير الى المغطس فإننا نسير على خطى السيد المسيح، مشيرا الى أن 4 من البابوات زاروا الموقع لمكانته الدينية عند جميع الكنائس المسيحية.

وقال راعي كنيسة الدخول الى الهيكل للروم الارثوذكس – الصويفية، الايوكونومس باجس كفوف، إن احتفال الكنيسة بالأعياد المسيحية في موقع المغطس نابع من قدسية المكان لانه مكان بداية انتشار الديانة المسيحية، إضافة الى انه مكان عماد السيد المسيح وقدسية المكان وبركته.

ودعا جميع الطوائف المسيحية للقدوم الى موقع المغطس للتبرك في المياه المقدسة التي انطلقت منها رسائل الحرية والمحبة.

وبينت نوف الور من الكنيسة الكاثولوكية ان للمغطس بعد ديني ووطني لان السيد المسيح عبر من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية وتعمد فيه، مما اضفى صبغة على الجانب الشرقي واعتبر الجانب الاردني اول انطلاق الديانة المسيحية.

واضافت أن المغطس يعد قيمة سياحية باعتباره قبلة مهمة للحج المسيحي، وبخاصة من دول العالم الغربي، الأمر الذي يؤكد وجود التعايش الديني بين جميع الاخوة المسلمين والمسيحيين.

ويقع المغطس على بُعد 9 كيلو مترات شمال البحر الميت، ويحتوي على منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار، المعروف باسم "تلة مار إلياس" أو "النبي إليا"، ومنطقة كنائس "يوحنا المعمدان" قُرب نهر الأردن. ويتميز المكان بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد، مما يدل على القيمة الدينية لهذا المكان. كما أن هذا الموقع يمثل مقصداً للحجاج المسيحيين. وعليه فقد وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو على إدراج هذا الموقع الثقافي على قائمة التراث العالمي تحت مسمى "موقع المعمودية الأردن.