المركز الأردني لبحوث التعايش الديني: أقلام وألسن مسمومة
أصدر المركز الأردني لبحوث التعايش الديني بياناً اليوم السبت، دعا فيه إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتطبيق التشريعات التي تعاقب كل ازدراء للأديان وتدنيس للمقدّسات ، وكلّ تجاوز أو إساءة لمشاعر اتباعها.
وجاء في البيان:
يدعو المركز الأردني لبحوث التعايش الديني ، إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتطبيق التشريعات التي تعاقب كل ازدراء للأديان وتدنيس للمقدّسات ، وكلّ تجاوز أو إساءة لمشاعر اتباعها.
في هذا الوطن ديانتان (إسلامنا ومسيحيتنا) ، وفيه عشنا معاً أربعة عشر قرناً ، ولن نقبل أن تطل بين الحين والآخر فتنة خبيثة برأسها ، أيّاً كان لونها أو شكلها أو دافعها أو صاحبها ، لتدنيس أنموذج اؤتمنا عليه.
الوئام في الوطن ، مُلكُنا جميعاً ، مسلمين ومسيحيين , وتغبطنا عليه البشرية. وقد رأينا ذلك في تكريم ملك البلاد عندما نال مؤخراً جائزة تمبلتون، فكانت مبايعة عالمية لجلالته كرائد في نشر الوئام وتعزيز السلام. وهذا الوئام أمانة نحملها في زمن سيء كزماننا، كثرت فيه السلوكات التي تنشر عفن فكر الإرهاب والتطرف والكراهية والتخلف.
إننا وللأسف نشهد بين الحين والآخر من يصرّون على الانزلاق والسقوط في الإساءة لكرامات الأفراد ومشاعر الجماعات وقبل ذلك وبعده للكرامة الإنسانية ، بل ويجرمون في تدنيس المقدّسات والتطاول على المحرّمات، ويسيئون
أيضا الى وحدتنا في الأسرة الأردنية الكبيرة.
انّ كلّ سلوك مُشين لا يمثّل إلا صاحبه. والسماء ورسالاتها تحُضَنا على احترام الآخر في شخصه وحريته ومعتقده وكرامته وكذلك احترام الاختلاف والتنوع. فالتعصّب الذميم والتطرّف السقيم فيلغي في الإنسان إنسانيّته.
إنّ أسفارنا المقدسة تنهانا جميعاً عن كل "المباحثات السخيفة والخصومات والمنازعات" وتأمرنا باجتنابها "لأنها غير نافعة وباطلة". اما مسيحيّو هذه الأرض الطهور التي يعشقون ترابها وتاريخها ويكرّمون قداستها على الدوام فسيبقون مع أخوتهم المسلمين أمناء على الوطن يتقاسمون معا الخبز والملح، والأرض والهواء والمصير والمستقبل مترفعين بأنفسهم وبالوطن ليظلوا جديرين بأردنيّتهم.
ومع كلّ الشرفاء نلفظ كل فتنة ونرفض كل بدعة. أما المحاولات البائسة والشريرة للخروج على إرثنا الذي تعزّزه قيادتنا الهاشمية الحكيمة وإرادة الأردنيين فلن تفتّ من عضد الوطن ووحدة ابنائه.
وإذ نستنكر كلّ مساس بالمشاعر الدينيّة ، وفيما نستعد في الوطن المبارك، للإحتفال بالمواسم الميلادية المجيدة، حريّ بنا، كما في كل مواسمنا، أن نتمثل بقيادتنا، فنتميز بتحابنا وتراحمنا وتوادّنا. أما الأقلام والألسن المسمومة والنوايا الشريرة والأجندات المشبوهة التي تظهر بالكلمة أو الصورة على بعض صفحات التواصل الاجتماعي فتسيء إلى الأديان وتستهدف صفاء المجتمع وتشوه لوحة وِحدة مكوناته ، فيجب أن تتوقف أو تُوقَف. وفي دولة المواطنة والقانون ، وعند الخروج على موروثنا المجتمعي الطيب ، لا يسود إلا القانون الذي يُعاقب كلّ مسٍّ بالمقّدسات وكلّ إساءة للأديان ولمشاعر أتباعها. وهو الكفيل عند تطبيقه أن يكسر عظم كل فتنة خبيثة.
والله من وراء القصد