"القدس تاريخ مختطف" للسخنيني

"القدس تاريخ مختطف" للسخنيني
الرابط المختصر

كشف الباحث د.عصام سخنيني في كتابه "القدس تاريخ مختطف وآثار مزورة" الصادر عن منشورات اللجنة الملكية لشؤون القدس" ما لحق بتاريخ القدس من عمليات تشويه وتزوير وتزييف.

 ويشير سخنيني إلى الغزو الاحتلالي الإحلالي الذي وقع للقدس وكيف أن هذا الغزو أقصى كل الحقائق التي شهدها ماضي المدينة وانحرف بها عن مدلولاتها التاريخية.

 ويهدف سخنيني من خلال كتابه الى إعادة كتابة تاريخ القدس القديم من دون خرافات أو أساطير من خلال الاعتماد على ما تتيحه العلوم الحديثة خاصة علمي الآثار والأناسة (الأنثروبولوجيا) من وسائل يمكن بها الوصول الى الحقيقة التاريخية والاستفادة من معطيات علم الآثار وما تكشف عنه من وقائع تاريخية من دون الغوص في فنياته لنقض كل ذلك التراث الخرافي الذي وضع في قيوده تاريخ القدس القديم.

 ويقسم سخنيني كتابه الى أربعة فصول بحث في الأول عن تزييف تاريخ فلسطين بشكل عام وذلك من أجل فهم أبعاد تزييف تاريخ القدس ومصادر هذا التزييف ومراجعه.

 وخصص سخنيني الفصل الثاني للبحث في الأساطير والخرافات التي اشتق منها تاريخ القدس المزور وما كشف عنه علم الآثار من حقائق تنقض تلك الأساطير من الأساس. وفي الفصل الثالث بحث سخنيني في مسألة "الهيكل" كما هو في الألغاز والأحجيات التي اخترعته والتي يبين البحث الحديث عقمها.

 أما الفصل الأخير فقد تناول الباحث عمليات تزوير الآثار بقصد إثبات صحة الحكايات عن تاريخ المدينة.

 ويرى سخنيني أنه لم يتعرض تاريخ للتزييف كما تعرض له تاريخ فلسطين القديم بعامة وتاريخ القدس منه بخاصة.

 ويقول إن "التاريخ في أحد معانيه هو الماضي غير أن الماضي هنا ليس هو ما انقضى وذهب مع زمنه الغابر بل هو ماض ممتد غير مبتور يتدفق في الحاضر فيصنع مضمونه وملامحه والعلائم الدالة عليه ليصبح الماضي بذلك هو الحاضر مفصلا على قدمه ومتزملا بأزيائه كافة".

 ويبين سخنيني أن الصهيونية انطلقت منذ أن كانت من هذا الفهم فجعلت همها امتلاك الماضي واحتكاره لأن من يمتلك الماضي يمتلك الحاضر والمستقبل أيضا.

 ويؤكد سخنيني أن الصهيونية جردت كل ذلك الماضي الثري من تاريخيته مبينا أن تاريخ فلسطين القديم الذي تريده أن يكون حاضرها ومستقبلها كذلك هو التاريخ الذي صاغته الحكايات والأساطير "الكتابية" التي فصلت تاريخ فلسطين القديمة الى مراحل هي حصرا مراحل تاريخ بني اسرائيل فيها.

 ويورد سخنيني قول عالم الآثار الاسرائيلي اميحاي مازار: "شكل إنشاء اسرائيل عمليات مركبة شملت مجموعات إثنية أخرى" مشيرا الى توكيداته أن "المستوطنين في المنطقة مهما كانت أصولهم قد لا يكونون اعتبروا أنفسهم جزءا من الأمة الاسرائيلية في هذه المرحلة المبكرة".

 ويقول سخنيني إن ما فعلته الصهيونية هو أنها أسرت الماضي الفلسطيني ووضعته في أصفادها وقامت بعملية احتلال إحلالي للتاريخ وشحنت فضاءه بالأساطير والخرافات التي دونها كتبة "الكتاب" ومحرروها عن تاريخ يهودي أحادي للزمن الفلسطيني القديم، وجعلت من نفسها ومن اسرائيل الحديثة امتدادا لذلك الزمن المخترع الموبوء بإقصاء الآخر وطرده من ذاكرة التاريخ.

 ويلفت سخنيني إلى أن الفلسطينيين المعاصرين وفق نظرة هؤلاء "الكتاب" مجرد كائنات خارج السياق التاريخي وقد جرى إقصاؤهم منه.

 ويشير سخنيني إلى قول رئيسة حكومة اسرائيل غولدا مئير في ستينيات القرن الماضي: "ليس هناك شعب فلسطيني.. ولم يكن الأمر أننا جئنا وأخرجناهم من الديار واغتصبنا أرضهم فلا وجود لهم أصلا".

 كما يشير أيضا الى تعريف الفلسطينيين باستخدام لا النافية على اعتبار أنهم "طوائف لا يهودية" لا معالم دالة عليهم ولا ملامح تبين هويتهم ولا قسمات خاصة بهم تميز وجوههم.

 ويبين سخنيني أن الذاكرة الجغرافية المحفورة على وثائق المشرق القديم المادية سواء أكانت رقما أو نصبا أو مسلات تذكارية أو برديات تعرضت لغزو "كتابي" أولا وصهيوني كامتداد له.

 ويلفت سخنيني إلى أن المكان في الأسفار "الكتابية" هو أرض العبرانيين أو أرض الموعد أو الأرض المقدسة أو أرض إسرائيل خلافا لكل ما أجمعت عليه الأقوام القديمة بإطلاق اسم فلسطين على هذا المكان والذي حفر عميقا في الذاكرة الإنسانية المسجلة على الوثائق المادية.

 ويقول سخنيني إن تلطيخ صورة اسم المكان نفسه وتجريده من أي قيمة أخلاقية كان تمهيدا ضروريا لنفيه من الوجود خصوصا وأن الحكايات "الكتابية"اخترعت صورة مشوهة للأقوام الذين منحوا اسمهم للمكان عادة الفلسطينيين القدامى مجموعات من الأشرار ومثيري الحروب العدوانية على بني اسرائيل.

 ويعد سخنيني أن الصهيونية مجرد امتداد لخرافات الكهنوت "الكتابي" مبينا أنها لم تكتف بذلك بل جعلت من التاريخ شاهد زور على دعواها مذكرا بما ذهب إليه عالم الآثار الإسرائيلي موشيه دوثان الذي رفض استخدام مصطلح "فلسطين" وادعى بأن هذا المصطلح كان هو الاسم الرسمي للبلاد مدة ثلاثين سنة فقط عندما كانت تحت الانتداب البريطاني.

أضف تعليقك