الفلاحات يتذكر أسطول الحرية

الفلاحات يتذكر أسطول الحرية
الرابط المختصر

أصدر المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين سالم الفلاحات كتابه أسطول الحرية.. ذكريات ، خواطر ، أحداث ، الذي وصفه بأنه محاولة لتسجيل بعض الاحداث والذكريات والخواطر والانطباعات والاستخلاصات من رحلة على متن أسطول الحرية المظفر.

وأوضح مدير مركز الأمة للدراسات القيادي الإسلامي الدكتور رحيل غرايبة في تقديمه للكتاب أن مركز الأمة آثر أن يوثق هذه التجربة من أحد المشاركين الذين يملكون حسا يقظا وضميرا شفافا ومروءة فائضة وخلقا نبيلا وإيمانا صادقا وحسا مرهفا يستطيع من خلاله تسجيل صورة معبرة وصادقة عما جرى في هذه الرحلة الميمونة لتكون تجربة موثقة للأجيال لأخذ الدروس والعبر.

وقال الفلاحات في مقدمة كتابه ربما لم يحدث وبهذه الصورة وعلى مدى ستة عقود من الاحتلال الصهيوني أن تصدرت قضية متعلقة بفلسطين الاهتمامات العالمية وكانت الخبر الاول على مدى أسابيع ، بل وبقي الموضوع حاضرا بعد أشهر عديدة كمثل هذه الحالة بعد رحلة أسطول الحرية والعدوان الصهيوني عليها.

وبدأ الفلاحات كتابه بالحديث حول ظروف مشاركته في الأسطول والمعيقات التي واجهته خلال ذلك ، مشيرا الى تردده بين تلبية رغبته في السفر والمشاركة في الاسطول والبقاء لحلحلة الخلافات داخل الحركة الاسلامية.

وينتقل الكتاب الى أنتاليا التركية ميناء انطلاق الأسطول ، حيث يقول الفلاحات رأيت الأتراك رجالا ونساء كبارا وصغارا ، هذا يحضر صندوق فاكهة ، وذاك يقدم العصير ، وآخر يجهز الطعام لمن أراد على كثرة أعداد الناس وفيهم المودعون ، وهكذا جو من الحب والكرامة والعزة والوفاء.

وعلى متن باخرة أسطول الحرية مرمرة يصف الفلاحات أجواء تقسيم الوقت بين العائلة الواحدة بين المذاكرة وتبادل الخبرات والصلاة وقراءة القرآن ، الى جانب الأعمال اليومية التي استأثر بها الشبان الأتراك ، كما يقول.

ولفت الفلاحات الى قصيدة يا شام التي ألقاها الشيخ رائد صلاح والتي تمكن من الحصول على نسخة منها بعد العودة الى عمان ، حيث أثبت نصها في كتابه.

ومن المشاهد التي سجلها الفلاحات في كتابه حادثة الجنبية (الخنجر) التي كان يحملها النائب اليمني محمد الحزمي حيث التقطت صحفية صورة له وهو يحملها ، وتحسبنا من العواقب ومن استغلال هذه الصورة وفق قوله ، مشيرا الى أن الصهاينة حاولوا استغلال هذا المشهد فيما بعد الاعتقال.

كما لفت الى مشاركة المطران كابوتشي في الصلاة مع المسلمين ثم إلقائه موعظة استشهد خلالها بآيات من القرآن الكريم.

ويصف الفلاحات ساعات الهجوم الاسرائيلي على الباخرة حيث تنهال القنابل الدخانية التي تغطي الباخرة كلها والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي من القناصة المتكاثرين في البحر ببنادقهم المتطورة جدا والتي تطلق بأشعة الليزر وبقوة مضاعفة.

ويضيف سمعنا أزيز طائرات عمودية تقترب شيئا فشيئا ، وفي بلاهة أو استهتار مني أخرجت معظم جسدي خارج الجزء المغطى في الباخرة لأنظر وإذا بحوامة تقترب وتنزل حبلا يستخدمه جنود الكوماندوز للنزول ، فأحصيت منهم سبعة على الأقل.

ويسرد الفلاحات شهادته على تفاصيل كثيرة عاينها خلال تلك المنازلة بين القوة العسكرية الطاغية الجبارة وإصرار الشرفاء الذين لا يعرفون إلا الحرية غاية والطهارة طريقا ونصرة المظلوم رسالة على اختلاف دياناتهم ولغاتهم وأجناسهم وثقافاتهم وأعمارهم ، فقط يجمعهم كوكب الارض الواحد ، لكن في ثنايا ثقافاتهم قيما عليا عظيمة هي الحرية لكل الناس ، أو بتعبير آخر نصرة المظلومين في الأرض.

ويؤكد أسطورة القوة الغاشمة القاتلة التي لا تقهر لم تقف أمام مرمرة أسطول الحرية والشهامة والعزة والكرامة من اندونيسيا شرقا الى طنجة غربا ، عربا ومسلمين ومتطوعين من قارات العالم كله حيث لم تخل من تمثيل فاعل في هذه الهبة العالمية الفاضلة.