الصدفة تقود فلسطيني في الأردن للتعرف على عائلته
أدى نشر فيديو على مدونة إلكترونية قبل أيام إلى العثور أخيرًا على الفلسطيني المسن كمال محمد حسن أبو عبدو من سكان قطاع غزة في العاصمة الأردنية عمان بعد فقدانه قبل نحو 35 عامًا.
وعرضت المدونة الأردنية "زين كرزون" مقطع فيديو قبل أيام للمسن أبو عبدو وهو يعيش في منزل قديم بحال يرثى له، وقليل من الطعام والثياب عنده.
وقالت المدونة إنها عثرت على الرجل بطريق الصدفة وهي تمر الطريق من هناك وتبنت قضيته، وقامت بعلاجه وتوفير مسكن له وحلاقة شعره ولحيته الطويلين.
وعبر الفيديو تعرف ذويه عليه بعد أن انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن عملية التعرف تمت بصعوبة كبيرة بعد التدقيق في ملامحه التي تغيرت بشكل كبير.
وأثر ذلك عمت الفرحة صفوف العائلة التي تقطن محافظة خان يونس جنوب القطاع، والتي باشرت بالتحرك للوصول له ومحاولة نقله إلى مسقط رأسه.
تفاصيل فقدانه
وروى جمال أبو عبدو (70عامًا) شقيق المفقود لمراسل "صفا" أن شقيقه كان يعيش في الأردن منذ تهجير عائلتهم من مدينة يافا المحتلة.
وذكر أنهم بعد نكبة عام 1948 تشتت العائلة بين عدة دول، إذ أستقر هو في مصر وهاجرت العائلة إلى خانيونس فيما نزح كمال إلى الأردن للإقامة مع شقيقهم الأكبر عيد.
وأوضح أن كمال كان يعمل في مطعم بمنطقة حدودية بين الأردن والعراق، ويأتي لزيارتهم بشكل متفرق.
وتابع "جاء أخي لزيارة غزة وعاد للأردن، وقبل تلك الفترة زاره والدتي ووالدي، ثم بعد سنوات غادر أخي الأكبر عيد إلى ليبيا برفقة أسرته للعمل وأنا عدت لغزة للزواج ومن ثم للأردن، حتى حصلت على لم شمل كامل عدت لبلدي وبقيت في غزة".
وأضاف أن شقيقه رفض العمل مع شقيقه في الأردن بالمجال الرياضي وعاد للعمل في المطاعم في (الأجفور) قبل أن يغادر هو وشقيقه الأكبر لخارج البلاد ويتركوه بمفرده.
وأشار جمال إلى أن شقيقه كمال كان يتواصل معهم ويرسل لهم بعض الأموال عبر رجل مصري يُعرف باسم (أبو نادر المصري) الذي كان الوحيد الذي يعرف مكان شقيقه وله تواصل معه.
ويوضح أنه عند مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، غادر المصري الأردن وعاد لبلاده، ومنذ تلك الفترة حتى يومنا هذا لم يعرفوا عن شقيقهم أي خبر وبذلوا جهودا لمعرفة مصيره، حتى فقدوا الأمل في العثور عليه.
ونوه أبو عبدو إلى أنهم عثروا على شقيقهم بعد نشر فيديو عبر مواقع التواصل من قبل مدونة أردنية مشهورة، وبعد التدقيق في ملامحه والحديث عن اسمه (كمال الغزاوي) وهو الاسم الذي كان يعرف به في الأردن تم التأكد من شخصيته.
وتمنى جمال من كافة الجهات التعاون لنقل شقيقه إلى غزة من الأردن، واستخراج بطاقة لم شمل له لتسهيل عودته لأسرته، مُشيرًا إلى أنهم أرسلوا أقربائهم للمتابعة مع المعنيين والوصول لمكان إقامته الجديد والعمل على نقله.