الشلبي يتحدث عن صورة المسلم بالغرب

الشلبي يتحدث عن صورة المسلم بالغرب
الرابط المختصر

أكد أستاذ العلوم السياسية ومدير مكتب العلاقات الدولية في الجامعة الهاشمية د.جمال الشلبي، أن العلاقات الإسلامية وأوروبا مرت بمجموعة من الأزمات المتكررة على مدار سنوات طويلة، ما أدى إلى كثير من سوء الفهم بين الطرفين.

واستعرض الشلبي، خلال محاضرة في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي مساء الاثنين الماضي، "الإسلام والهوية الثقافية في أوروبا: صراع الصورة والرمز" قدمه فيها وأدار الحوار د.فيصل دراج، الأزمات بين الطرفين، بدءا من أزمة القرار الفرنسي بحظر ارتداء الرموز الدينية في المؤسسات الحكومية العام 2003، مرورا بأزمة نشر الرسوم الكاريكاتيرية في الدنمارك 2005 و2006، وأزمة تصريحات بابا الفاتيكان العام 2006، ثم أزمتي إعادة نشر الرسوم الدنمركية والفيلم الهولندي المسيء للإسلام العام 2008، وحتى الاستفتاء الأخير في سويسرا العام الماضي على مبادرة حظر بناء المآذن للمساجد، والتي صوت لصالحها 57 % من الناخبين الذين شاركوا في الاستفتاء.

وقبل الدخول في تفاصيل المحاضرة، أكد الشلبي على ضرورة توضيح بعض المفاهيم منها: هل يجوز لنا أن نتحدث عن أوروبا التي تمثل جغرافيا طبيعية مع إسلام يمثل دينا، وهل دول أوروبا الكاثوليكية تتشابه مع دول أوروبا البروتستانتية؟ وهل أصلا أوروبا النهضة والتنوير (العلمانية) هي نفسها أوروبا الحالية؟

وتساءل المحاضر فيما إذا كان الإسلام مجسدا بشكل كامل وشامل من كل الدول العربية والإسلامية بنفس الطريقة والأسلوب والتفسير، وهل حقا أن الدول العربية والإسلامية التي كانت سببا في تهجير أبنائها إلى بلاد الغربة للعمل أو الدراسة أو اللجوء السياسي قادرة على أن تجد حلولا لهذه الجاليات التي بدأت تبرز بشكل واضح على الساحة السياسية والإعلامية والاجتماعية في أوروبا؟

وأشار المحاضر إلى تاريخ الوجود الإسلامي في أوروبا، مستعرضا فتوحات العرب التي بدأت بمدينة ناربون الفرنسية العام 716م، ومدينة تولوز العام 721م، ومدينة ليون العام 726م، ثم هزموا في مدينة بواتية العام 736م، إلا أن الهزيمة لم تؤد إلى جلاء كل المسلمين العرب عن فرنسا، مبينا انه وبعد سقوط الأندلس لجأ اكثر من 150 ألف عربي ومسلم إلى جنوب فرنسا.

وبالنسبة لحجم الوجود الإسلامي في أوروبا، أشار المحاضر إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد المسلمين في الدول الأوروبية مجتمعة، ولا حتى عددهم في دولة معينة، رادا السبب في ذلك إلى أن الإحصاءات تتم هناك بمعزل عن الدين، ما اعتبره "اختلافا ثقافيا مهما يعزى لمفاهيم المواطنة والديموقراطية عموما والعلمانية خصوصا".

إلا أن الشلبي بين أن هناك أرقاما تقريبية تذهب إلى القول إن أعداد المسلمين تتراوح ما بين 25 إلى 30 مليون مسلم، وأن منظمة اليونسكو قدرت أن نسبة المثقفين تقدر بـ15 % من مجموع الجالية العربية المسلمة في فرنسا، إضافة إلى أن المجموعة الأوروبية في تقرير لها العام 2001 صادر في بروكسل، قدرت أن المهاجرين يساهمون بـ14.7 % من الناتج المحلي في فرنسا.

ولخص الشلبي مضمون محاضرته بالقول إن الصورة النمطية السلبية التي يمتلكها الأوروبي "الأنا" إزاء "الآخر" المسلم تلعب دورا مهما في تكريس حالة التوتر بين هذه الجاليات وأوروبا، خصوصا على المستوى الثقافي، مرجحا أن التاريخ والدين يقومان، ومن كلا الجانبين بدور تحريضي في عدم الوصول إلى حوار شامل وبناء يخدم الطرفين ومصالحهما المستقبلية.