الرمح يحصد أفضل مدونة عالمية

الرمح يحصد أفضل مدونة عالمية

حصد المدون الأردني أسامة الرمح، جائزة أفضل مدونة في العالم للعام 2010، بنسبة بلغت 62% من الأصوات، وبفارق 51 نقطة، عن المدونة الصينية "هان هان" التي جاءت بالمرتبة الثانية، من بين عشر مدونات أخرى رشحت لنيل هذا اللقب العالمي المهم.

وأُعلن في العاصمة الألمانية برلين أمس عن نتائج المسابقة.

وسيقام حفل التكريم للفائزين في منتدى الإعلام العالمي في بورن الألمانية، منتصف شهر حزيران (يونيو) المقبل.

الرمح يصف حصوله على الجائزة، بأنه "تكريم للأردنيين جميعهم والشعب العربي على وجه العموم"، مشيرا إلى أنه توقع نتيجة ضمن المراتب العشر الأولى، وليس الجائزة الأولى التي شكلت بالنسبة له "مفاجأة سارة من الطراز الرفيع". ويهدي الرمح الجائزة، كما يعلن في اتصال أجرته معه "الغد" لقراء المدونة بالدرجة الأولى وللأردنيين والعرب جميعهم.

ومنذ ترشحه لجائزة أفضل مدونة في العالم عن مدونته التي تحمل اسمه، ضمن مسابقة المدونات العالمية “دوتشيه فيله” للعام 2010 والمنظمة من قبل "ذا بوبس"، والرمح يحقق تقدما لافتا، وصولا أخيرا إلى الفوز المظفر الذي تحقق، بحسب مراقبين ومقربين منه، عبر جهود حثيثة ومثابرة واثقة وعنيدة حافظ خلالها الرمح وفي كل مراحل المسابقة على رباطة جأش وتماسك مثمر.

وتشكلت لجنة التحكيم من 11 عضوا، يمثلون مختلف لغات العالم الحية، وفي حيثيات الفوز، أبلغ رئيس اللجنة الفائز الأردني، أن مدونته حصلت على أعلى رقم على صعيد التعليقات والمشاركات، وقال له نيابة عن باقي أعضاء اللجنة، أنها (أي مدونته) تطرح مواضيع جريئة، ولهذين السببين اختارت اللجنة كما أعلن له رئيسها مدونة الرمح كأفضل مدونة عالمية، لتكون بذلك، وكما علمت "الغد"، أول مدونة عربية تفوز بهذه الجائزة منذ انطلاق المسابقة في العام 2004.

وعن تحقيق مدونة عربية اللغة والهواجس والموضوعات لهذا الإنجاز الفذ، يقول الرمح "أتشرف أن تصل مدونة عربية إلى قائمة الصفوة من بين مدونات العالم، ولا تكتفي بذلك بل تحصد المرتبة الأولى على العالم".

التصويت وفق الرمح، جاء من أكثر من دولة، أهمها الأردن وفلسطين ودول عربية أخرى مثل المغرب، إضافة إلى الجاليات العربية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية .

تنوع المدونة في طرح مواضيع محلية اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية مختلفة، إضافة إلى طرحها قضايا عربية وعالمية عديدة، يوضح، بحسب الرمح ملامح هوية المدونة، التي يعمل صاحبها كما يؤكد على تطويرها وتغذية قاعدة معلوماتها بشكل مطرد ومتواصل.

وهي، كما يبين الرمح، مصدر معلومات مهم لكثير من الشباب العربي، المهتم بقضاياه المحلية من جهة، وبقضايا أمته العربية من جهة أخرى، خصوصا أن تصميمها وأساليب طرحها للموضوعات، يتناسب مع طرق تفكير الشباب وميولهم.

الرمح يرى أن حصوله على الجائزة يشكل ردا قاسما وحاسما، على من اتهمه واتهم مدونته بالسطحية.

ويميز هنا بين السطحية والسهولة الممتنعة، رائيا أن أكثر الأفكار وصولا إلى قلوب الناس، أبسطها وأصدقها.

الرمح يستعد حاليا، كما يكشف، لإنشاء مدونة باللغة الانجليزية، وينوي في هذا الصدد نشر مقالاته على مدونته الإنجليزية في صحف أجنبية عديدة، وصولا إلى تغيير نظرة الغرب للعرب، وتغيير موقفهم من قضايانا الكبرى، وعلى رأسها عدالة القضية الفلسطينية.

الرمح يرفض وصف مقالاته بالمعارضة، ويتحدث في سياق متواصل عن حقه بنيل مساحة مسؤولة من حرية التعبير عن آرائه ومواقفه.

هذه الحرية المسؤولة، التي يتحدث عنها الرمح، حصنها كما يوضح من خلال إطلاعه على مختلف القوانين المتعلقة بالمطبوعات والنشر، إضافة إلى اطلاعه على قانون المواقع الإلكترونية.

ويأمل الرمح بأن تدعم الجهات الرسمية المدونين الشباب، "وتزيد من اهتمامها بهم؛ كونهم صوتنا للعالم بما يطرحونه من قضايا ويناقشونه في مدوناتهم من موضوعات".

ويشجع الرمح الشباب بالفعل لا بالقول فقط، وهو بصدد إطلاق مبادرة "اكتب"، كما يكشف، وهي مبادرة سيدرب الرمح من خلالها شبابا، ويعقد لهم ورش عمل عبر الشبكة العنكبوتية على طرق عمل المدونات وتصميمها.

الرمح قال "إن المدونة الأردنية أثبتت وجودها، وهذه ليست فرضية، وأنا أتشرف بكل احترام وفخر، بأن أمثل الأردن وفلسطين والعرب في حفل تتويج الفائزين".

ويحمل الرمح على عاتقه، مسؤولية التغيير من منطلق الواجب، وسبق وأن حصد عبر مدونته المركز الأكثر تأثيرا في الأردن والثالث على المستوى العربي في العام 2008، وفي العام 2009 المرتبة الثانية عربيا.

ويؤكد أن محاكاة الشباب بلغتهم الخاصة، هي طريقة لجعل الشباب على وعي بقضاياهم، وتمنحهم فرصة المناقشة والتحليل، من خلال التعليقات والمشاركة بالتعبير عن رأيهم.

رواد المدونة لا يقتصرون على الشباب، فهي تضم زوارا من مختلف الفئات العمرية، وذلك لتعدد زواياها: بالعامية، رأي شباب، سياسة، فيديو، مقالات أردنية، مقالات اجتماعية، مقالات ساخرة، يوميات بني آدم.

الرمح متخصص بالتسويق الإلكتروني وإشهار المواقع، أنشأ العام 2008، وكتعبير عن تمرده الفطري على الواقع، وعن طموحه الذي بلا حدود، كما يؤكد، مدونته المتخصصة بالمقالات السياسية والاجتماعية النقدية الساخرة.

ولدعم المسابقة ورفع سويتها وأهميتها، تعاونت الجهة المنظمة "ذا بوبس" مع "التلفزيون الألماني" وجهات أخرى إعلامية وتجارية، منها قناة "العربية" الفضائية العربية.

أضف تعليقك