الذكر الخامسة لرحيل الهنداوي

الذكر الخامسة لرحيل الهنداوي
الرابط المختصر

يصادف يوم بعد غد الجمعة الذكرة السنوية الخامسة لرحيل المغفور له باذن الله فقيد الوطن والامة ذوقان الهنداوي.

ولد الاستاذ ذوقان الهنداوي عام 1927 في منزل والده الشيخ سالم باشا الهنداوي الكائن في مضافة آل الهنداوي في قرية النعيمة في محافظة اربد في المملكة الاردنية الهاشمية (امارة شرق الاردن آنذاك). انهى الهنداي صفوفه الابتدائية الاولى في النعيمة ، ثم انتقل الى مدينة اربد لينهي مرحلة الدراسة الاعدادية فيها. وابتعث الى الكلية العربية في القدس في عام 1943 ثم الى لندن عام 1945 ، وفي العام 1947 حصل على شهادة الثانوية العامة الفلسطينية ، حيث ابتعث الى جامعة الملك فؤاد في القاهرة ليعود منها حاملا شهادة البكالوريوس في التاريخ عام 1950 ، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة ميريلاند الامريكية في التعليم المتطور عام ,1956

خدم ذوقان الهنداوي باخلاص وصمت وامانة مليكه ووطنه وامته من خلال العديد من المناصب القيادية طوال اربعة عقود من الزمن منذ عام 1964 ولحين وفاته عام 2005 وكان من ابرزها رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر ، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا ، وعينا ونائبا ، وسفيرا فوق العادة للاردن في الخارج. كما كان عضوا في العديد من الجمعيات والهيئات والتي منها عضوية مجلس اللغة العربية ومجلس ادارة مؤسسة شومان الثقافية ومجلس ادارة الموسوعة الفلسطينية والهيئة التنفيذية لجمعية اليتيم العربي.

جمع ذوقان الهنداوي بين قوميته العربية وهويته الاردنية الصلبة وانتمائه الهاشمي الكامل. فقد كان مخلصا واسع الرؤية والاطلاع ، يعطي لوطنه وابناء امته بلا حدود. وكان رجل دولة من الطراز الاول نال ثقة القيادة الهاشمية على مر العقود. واكنت له كافة الاطراف السياسية على اختلاف اتجاهاتها خالص الاحترام والتقدير ، وكسب ثقة القيادة الهاشمية وحب الشعب بكافة فئاته ، ولذلك فقد تم تكليفه من قبل القيادة الهاشمية باعلى المناصب في احلك الظروف وادقها واشدها حساسية ومنها رئيس للديوان الملكي العامر بعد احداث نيسان 1989 ورئيسا للجنة التحقيق في احداث جامعة اليرموك في منتصف الثمانينات.

اما تربويا فقد ارسى ذوقان الهنداوي فلسفة ومنهجية التعليم في الاردن من خلال مسيرته الطويلة في هذا المجال والتي بدأت معلما في عام 1950 يرفع راية التربية والتعليم بكل فخر واعتزاز الى ان تبوأ وزراة التربية والتعليم لثلاثة عشرة مرة منذ منتصف الستينيات ولغاية منتصف التسعينيات. وقد ظل ذوقان الهنداوي يحب ويعتز بلقب الاستاذ كأكثر الالقاب توافقا مع شخصيته ومسيرته التربوية. وكان ذلك من خلال قيادته الحكمية لهذه الوزارة الاستراتيجية وبمشاركة كافة المعلمين والمفتشين والتربويين والعاملين والاداريين في هذا القطاع.

انسانيا وشخصيا كان ذوقان الهنداوي متواضعا ، ذو خلق جم ، مضيء الوجدان ، ساميا فوق الصغائر ، عفيف اللسان ، ابتسامته لا تفارق محياه ، ومن اكثر ما عرف عنه الفقيد نزاهته واستقامته ونظافة يده ، وكان معروفا عنه حبه الشديد لمساعدة ابناء وطنه فلذلك احبه من عرفه وتعامل معه وسمع به وتأثر بانجازاته.