احذروا من فيديوهات الاطفال (سبيدرمان و ألسا)
سكاكين وسيوف ودماء هنا وهناك ومشاهد قتل وعنف، بجانب قبلات وأحضان ومشاهد غير لائقة لا تستغرب لو قمنا بإخبارك أن هذا هو محتوى كرتوني يشاهده ملايين الأطفال بمختلف الدول العربية.
وانتشرت منذ فترة ليست بقليلة الكثير من الفيديوهات تثير الفزع والرعب بقلوب الأباء والأمهات لما تحتويه من مشاهد منها العنيف ومنها غير الأخلاقي ليشاهده طفل بعمر أقل من الست سنوات فأكثر، وبالرغم من النداءات المستمرة لتوقف تلك الفيديوهات، إلا أنها مازالت متواجدة وتزداد دون رقابة أو تحرك لتوقفها على موقع يوتيوب.
ويغلف هذا المحتوى بغلاف أشخاص عادية ترتدي شخصيات محببة للأطفال كـ" سبيدرمان، وفروزن إلسا، والرجل الأخضر" وغيرها من الشخصيات الكرتونية الشهيرة، ومن بين ما يتم عرضه مشهد لسبيدرمان كطبيب يكشف على إلسا كحامل فيشاهد الطفل وهو يرفع ملابسها وبعد ذلك يحاول تقليده بهدف اللعب.
وأجمع عدد من الخبراء أن تلك الفيديوهات تأثيرها سئ على الطفل والمجتمع، مناشدين مسئولي الإعلام أن يقدموا بدائل تجذب الطفل وتنميه، كما طالبوا الأهل في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن يراقبوا أطفالهم ولا يتركوهم بمفردهم يشاهدون أي شئ، مشددين أن الطفل يجب ألا يحمل موبايل قبل التسع سنوات.
فيما قالت بثينة عبد الرؤوف خبير تربوي، إن أطفال الجيل السابق تعرضوا لكثير من مشاهد العنف المغلفة في أفلام الكرتون والأغاني، وذلك منذ ظهور الفضائيات التي تخاطب فئة الأطفال وتعرض الكثير من أفلام الكرتون المليئة بحركات عنف وقتل وغيرها، فضلًا عن ألعاب العنف في البلايستشن.
وتابعت عبد الرؤوف، أن الوالدين يتركا أبنائهما بهدف الإلهاء أو ملء الفراغ أمام كل تلك المشاهد، ولا يدركا مدى خطورة ذلك على أطفالهما، مرجعة سبب شدة عنف الشباب المراهق هذه الفترة لما شاهدوه في صغرهم دون رقابة عليهم، معربة عن أسفها، لأن هذا الكرتون قنواته عشوائية أو حلقات منفصلة وغير مقننة، مشددة على ضرورة منع تعرض الطفل للموبايل أو التابليت قبل سن التسع سنوات.
واستطردت بأن هذه الفيديوهات منتشرة منذ فترة ولا يوجد خطوة ضدها، مطالبة الأهل بمراقبة ما يتعرض له أطفالهم، موضحة أن هناك مشاهد غير لائقة يراها الطفل بعضها جنسي، خاصة وأننا لا يمكن أن نتحكم في الإنترنت بشكل كامل.
وقدمت الخبير التربوي، حلا لهذه المشكلة وتكمن في "التربية الموازنة"، بتقديم كرتون بديل، أو مشاركة الطفل المشاهدة وتقديم النصائح له وتوضيح القيم الصحيحة لما يراه من تشوهات وأعمال عنف، وتوجيههم بصورة غير مباشرة حتى لا يضطر أن يراها بعيدا عنهم.
وتابعت عبد الرؤوف: "لازم أملى فراغ الطفل بأنشطة مختلفة فنية ورياضية حتى أجعل ميوله إيجابية وأخلق اهتمامات مختلفة له، مما ينمي وعيه ويتجنب وحده تلك الفيديوهات وما يشابهها".
واتفق معها في الرأي دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، أن هذه الفيديوهات غربية تستهدف غسيل مخ الأطفال خاصة العرب، ببث مثل مواد تدعو للعنف وبها مشاهد غير لائقة.
واستكمل: "الأطفال بيرددوا الكلام اللي بيسمعوه وبيقلدوا أي فعل بيشوفوه، فلو طفل قال أو عمل شئ غير لائق لابد وأنه اكتسبه من مكان ما والطفل يعبر عن بيئته"، مؤكدًا أن هذه الفيديوهات تكسب الطفل أخلاقيات سيئة ومرفوضة، كما ترسخ بداخله مشاهد غير لائقة ويعتبرها بأنها شئ معتاد لكثرة مشاهدته لها، فضلًا عن أنها تنمي لديه أفكار ضد المجتمع الذي يعيش فيه سواء دينية أو أخلاقية.
وناشد فرويز، المسئولين عن الإعلام الوطني بعرض أفلام كرتونية بديلة هادفة تبهر الطفل وتلفت انتباهه وتتماشى مع العصر لأننا نبني جيلا كاملا، مشددًا على أن تحمل مضمونا ينمي الأخلاق وعادات وتقاليد المجتمع، بجانب تغير ما يقدموه من –أشياء عفا عليها الزمن وعقيمة- على حد وصفه، كما طالب من الأهل أن يراقبوا المضمون المقدم للطفل ويحاكوه بقصص يعشقها وتعرضه لكرتون مشابه ومبسط يقدم له السلوكيات السليمة بمحتوى يعجبه.
"الطبيعي أن الأطفال قبل سن الـ10 سنوات ميمسكوش الموبايل أو ما شابه ذلك، وده دور الأهل، أما دور الإعلام أنه يوفر برامج وأفلام بديلة تربوية "، وكان هذا رأي سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس.
وأعربت خضر عن استيائها، من نشر هذه الفيديوهات المغلفة بصورة كرتونية مزيفة معتبراها تربية مضادة للطفل، لافتا أن الطفل بسنوات عمره الأولى عقله يعتبر مسجلا لكل شئ يراه ويستعيده فيما بعد قائلة: "إحنا لازم يكون عندنا وعي أكتر مينفعش ننشر العنف بإيدينا وبعدين نشتكي، المفروض نبعد الطفل عن التعرض لهذا المحتوى لأنه هيخليه أكثر إجراما وعنفا ويبقى صعب ترجعيه تاني".
الأمهات:
وعن رأي الأمهات قالت زينب أحمد، لديها ولد وفتاة، إن أطفالها يحبون تلك الفيديوهات ويعتبرونها مضحكة ومختلفة، منتقدة مضمونها غير المناسب للأطفال لما تحتويه من مشاهد غير لائقة ولا تعبر عن طفولتهم، بل تؤثر بالسلب بعد محاولتهم تقليد تلك الفيديوهات.
وأعربت عن أسفها من عدم قدرتها مسح تلك الفيديوهات أو التحكم فيها قائلة:" أنا معرفش اتحكم في اليوتيوب، ولا أعمل كنترول عليها إزاي ولادي بيعرفوا يجبوها تاني، وابني بيخبي مني الموبايل أول ما يلاقيني جاية علشان أنا بقفله وبقوله دي فيديوهات وحشة".
فيما قالت نورا محمد: "أنا بعاني، لما بدور على فيديوهات للأطفال من أغاني وكرتون بتظهرلي دي معنى كده انها منتشرة ونسبة المشاهدة عالية، ومش بيتعملها مسح، وبتسبب ميول عدوانية لابني، خصوصا أنه بعد ما بيخلص الفيديو بيبدأ يقلده، غير مدرك أن دي تصرفات غلط هو معتقد أنه بيلعب، إحنا مش ناقصين أقسم بالله".
وأخيرا قالت رحاب مجدي: " لازم يبقي في حد للفيديوهات دي لأنها بتحاول تدخل فكر غريب لعقل الطفل اللي انا مستغرباه اني بلاقيها بتظهر لما بعمل بحث عن فيديوهات تعليمية للأطفال بلاقيها من ضمن الفيديوهات، فلازم يبقي في حد للموضوع دا ومافيش أي خصوصية إني ألغي أنها تظهر للطفل والمشكلة أنهم جايبين أكتر شخصية الطفل الولد بيحبها هو سبايدر مان واكتر شخصية البنت بتحبها هي "إلسا وان" وبعيدين يعرضوا أنها حامل وبتولد أو أنه بيديها حقنة حاجة ماتدخلش عقل طفل شئ مقزز والطفل بيبقى عايز يقلد وخلاص".
واستكملت:"حتى لو طفل كبير شوية برضو في حاجات ماينفعش يشوفها وفي نفس الوقت صعب إن طفل ٧ أو ٨ سنين تمنعيه وتخليه منطوي عن التكنولوجيا".