"أسيد" رحل قبل أن يرى طفلته .. شاهد جنازته المهيبة - فيديو
رحل أسيد اللوزي وترك في عيون الأردنيين الحزينة عليه صورةً لا تنسى في تجسيد النخوة والشجاعة، لم ينتظر مساعدة أحد، ولم يتعذر أمام دموع الأم المكلومة بعدم وجود معدات تساعده على إخراج طفلتها التي سقطت داخل حفرة امتصاصية لم تكن مغلقة بالشكل الصحيح، ربما كان يستذكر قوله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" كان يأمل أن يتمكن من إخراجها حية بعد أن سقطت على بعد 5 أمتار، حاول بكل ما أوتي من قوة، لكن قضاء الله وقدره نفذ وتوفي الشاب في ذات اليوم المتمم لـستة أشهر من زواجه.
رئيس الوزراء عمر الرزاز علّق صباح الخميس على ما قام به "أسيد" الذي توفي خلال محاولة انقاذه لطفلة سقطت بحفرة امتصاصية بمنطقة خريبة السوق، "هذا البطل اسد وليس أسيد".
سيدة مقربة من عائلة "أسيد" قالت لـ"السبيل" إن الشاب اللوزي كان مثالاً في الأخلاق العالية، دائماً يده ممدودة لمساعدة الآخرين، يحبه كل من عرفه، كان حريصاً على الصلاة ودروس العلم، وتوفي قبل أن يرى مولودته الأولى.
جنازة مهيبة خرجت من مسجد نزال الكبير لتشييع الشاب أسيد ظهر اليوم الخميس، وشارك فيها جموع غفيرة من محبيه ومعارفه، إلى جانب الكثيرين من المعجبين بما قام به من موقف شجاع.
جمعية المحافظة على القرآن الكريم نعت أسيد اللوزي وهو أحد طلاب مركز الفاروق القرآني التابع لها، وأحد المشاركين في برنامج مقرأة الامام ابن الجزري؛ قائلة إن ما فعله أسيد هو استذكار لتضحية أهل القرآن الكريم ، سائلة الله تعالى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
الناطق الأسبق باسم نقابة المعلمين أيمن العكور كتب في رثاء أسيد قائلاً: "أسيد اللوزي...أيها النخوة الاردنية في إغاثة الملهوف وتلبية الدعوة ..أيها الأسد ...القدوة في تضحية عز نظيرها لإنقاذ إحدى فلذات أكبادنا من الغرق فاختاركما الرحمن الى جواره..
رحمكما الله تعالى ، والعزاء للشعب الأردني والى ذوي الشهيدين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" .
النائب الدكتورة ديمة طهبوب علقت على صورة أسيد المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقولها: "أسيد ما بعرف ياخذ سلفي مزبوط ..بس بعرف يضحي بروحه لينقذ طفلة .. صدق ربي "سيماهم في وجوههم"..و أظنك الان أكثر ابتساما".
أما النائب عساف الشوبكي فقال: "حادث مؤلم ذهب ضحيته عصر امس الشاب البطل المقدام أُسيد اللوزي الذي حاول إنقاذ الطفلة لميس عندما سقطت في حفرة امتصاصية تُركت دون باب محكم في ارتداد الشارع العام في منطقة خريبة السوق .
رحم الله هذا الأسد الذي ضحى بحياته من اجل حياة الطفلة التي ماتت أيضاً نتيجة التسيب والإهمال..مرة أخرى من المسؤول ؟؟".
سيدة من رواد المكتبة التي كان يعمل بها أسيد كتبت قائلة: "رحم الله أسيد اللوزي رحمةً واسعة وتقبله من الشهداء .. وربط على قلب والديه وأهله وزوجته وأحبابه ..أسيد .. هذا الشاب الخلوق نحسبه من الصالحين ولا نزكي على الله أحد .. مضى على زواجه ستة شهور .. وامرأته حامل وقد قام بتجهيز طفلته كاملاً .. فرحاً بها ..".
هذا وشيعت جموع غفيرة من المواطنين الشاب أسيد اللوزي إلى مثواه الأخير في مقبرة سحاب الإسلامية بعد صلاة ظهر اليوم الخميس:











































