ضمن إطار مشروع التعليم من أجل المستقبل الذي نفذته منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية- أرض بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث النرويجية (Fafo) وبدعم سخي من وزارة الخارجية النرويجية على مدى السنتين الماضيتين، أطلقت المنظمة ورقة بعنوان تعزيز ثقافة المسؤولية والمساءلة من أجل تحسين البيئة التعلمية في الأردن والتي ركزت بشكل كبير على المساءلة وعلاقتها مع مسائل أخرى مثل اللامركزية ومشاركة المجتمع المحلي وأثر الأزمة السورية على النظام التعليمي في الأردن.

جاء إطلاق هذه الورقة كإحدى مخرجات المشروع الذي يهدف إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان عن طريق خلق بيئات تعليمية إيجابية، وتوفير تعليم نوعي للاجئين السوريين والأطفال الأردنيين الذين هم في سن الدراسة. كما تم إكمال تطوير تقرير تحسين بيئة التعلم في المدارس الحكومية في الأردن وإجراء مسح مصغر حول العلاقة بين التعليم والأهالي في محافظة المفرق، الأردن الذي تضمن دراسة عدة مسائل منها: قنوات التواصل المتاحة بين المدارس وأولياء الأمور ومدى استغلالها والاستفادة منها ومدى الرضا عن أداء المدرسة وفرص التحسين.

وسلطت ورقة المساءلة الضوء على بعض التحديات في الإطار القانوني وقلة وسائل إنفاذ القوانين. حيث اقترحت الحاجة لإجراء تحليل متعمق للإطار القانوني، للبحث في الثغرات مع العمل وفي نفس الوقت، على صياغة تشريعات وسياسات وآليات واضحة لضمان التنفيذ السليم للقانون.

ويعتبر الإدماج الكامل للمساءلة في العملية التعليمية، وتعزيز التواصل بين جميع أصحاب المصلحة؛ من المتطلبات الأساسية للحصول على نظام تعليمي فعال. من هذا المنطلق، على مختلف أصحاب المصلحة تحمل مسؤولية جماعية لتحقيق كل هذه الأهداف. كما أكدت الورقة على ضرورة استكشاف الروابط بين المساءلة والحوكمة ضمن العملية التعليمية، ومما يدل على هذا، الاعتراف بالحاجة إلى تمكين المجتمع المحلي من أجل المشاركة في العملية التعليمية حيث سيؤدي ذلك بالتأكيد إلى المزيد من النهج الواعِ لإصلاح التعليم في الأردن.

إضافة إلى ذلك،أوصت الورقة على أهمية تعزيز مفاهيم المواطنة في جميع مراحل العملية التعليمية للتأكيد على أهمية دور المواطنين في دفع عجلة التغيير الإيجابي واستدامة عملية التنمية وتعزيز الملكية والمساءلة. كما دعت إلى توحيد المبادرات الحالية لتدريب وبناء قدرات المعلمين واستحداث آليات جديدة للتوظيف ومتابعة أداء المعلمين إلى جانب مسارات واضحة للحصول على مكافآت وتدابير عقابية.

كما أثنت الورقة على إنشاء وحدة جودة التعليم والمساءلة في وزارة التربية والتعليم وعلى حرص الوزارة على فتح قنوات الحوار والتواصل مع كافة الفاعلين في عملية إصلاح النظام التعليمي. وفي هذا الخصوص، دعت الورقة وبالتوافق مع توصيات الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، أن تكون وحدة جودة التعليم والمساءلة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم، حيث يمنح هذا الاستقلال الوحدة مزيداً من الحرية والشفافية في عملها.

وتلتزم النهضة العربية للديمقراطية والتنمية- أرض بالعمل نحو حماية حق الجميع في الحصول على التعليم في الأردن. وتؤكد على أهمية إتباع نهج شامل لإصلاح قطاع التعليم في الأردن، حيث يتفق جميع أصحاب المصلحة المعنيين على شكل التدخلات في المستقبل.