وين رايحة البلد

وين رايحة البلد
الرابط المختصر

p dir=RTLلم نمر في مرحلة ضبابية ومرتبكة ومأزومة مثلما نمر هذه الايام، واتحدى أن يتجرأ اي مسؤول مهما علا منصبه، أو أي مواطن أردني، عادي أو من ذوي الحظوة، ان يقول لنا إلى أين نحن سائرون، وإلى أين رايحة البلد؟.
في الموضوع السياسي، حجم الأزمة عالق عند فوهة زجاجة مضغوطة، وقضية الانتخابات اصبحت محل تساؤل مع ازدياد الرغبة في الايام الاخيرة لدى قطاعات واسعة إلى تأجيلها حتى يتم ترتيب الأمور.
الحكومة مأزومة، ورئيسها تذكر بالأمس أن يتعهد بكف يد الاجهزة الامنية عن الانتخابات.
والاجهزة الامنية لم تعد الصورة عندها واضحة الملامح، فبعد حوارها مع الاخوان المسلمين علقت القضية في منتصف الطريق، بعد أن سمعت الرأي الذي لا يحب الاخوان الاعلان عنه مباشرة وهو العودة الى قانون عام 1989، وليس مهما موضوع القوائم، النسبية او غيرها!!.
والاخوان المسلمون الذين يعقدون اليوم اجتماعا حاسما يتجهون فيه نحو قرار مقاطعة الانتخابات، ولا يعرفون الخطوة الثانية وراءه، لكنهم يعرفون جيدا انهم يضغطون على العصب الحساس للدولة، فأي انتخابات لا يشاركون فيها مهما كانت درجة نزاهتها سوف تبقى ناقصة، ولهذا فهم مطلوبون، وخاصة انهم قادرون على تمرير قرار الحراكات الاحتجاجية التي تدور في فلكهم، والذين يتجهون ايضا الى قرار مقاطعة الانتخابات.
وباقي القوى السياسية في البلاد في وضع لا تحسد عليه، فالشيوعيون الذين لا يوجد في قاموس عملهم السياسي مقاطعة اي انتخابات، يسيرون نحو المقاطعة الآن، لا كرها في الانتخابات، بل لان وحدتهم الداخلية على المحك، لوجود خلافات حول الموقف من الانتخابات، ولهذا سوف يذهبون الى قرار يحافظ على وحدة الحزب، حتى لو كان على حساب الانتخابات، أما باقي احزاب المعارضة، فهم ايضا محرجون في الموقف، فكيف في ظل هكذا تأزيم سوف يدافعون عن قرارهم بالمشاركة في الانتخابات.
القوى السياسية بعمومها، المنظمة منها والشعبية، اصبحت اقرب الى قرار مقاطعة الانتخابات، ليس استنكافا عن العمل السياسي والجماهيري، لكنها الازمات العامة التي تمر بها البلد لا تسمح لقوى بالتقدم خطوة نحو المشاركة في ظل تعثر كل مقومات الاصلاح الحقيقي.
اما في الازمة الاقتصادية، فلا حاجة أن نعدد نماذجها، فهي طالت كل جوانب الحياة المعيشية لكل الاردنيين، واصبحت لقمة الخبز مغسولة بالقهر، وتأمينها ليس باليسير.
وفي الازمة الاجتماعية، يكفي النظر الى ما حدث بالامس في جامعة مؤتة عندما تحول الحرم الجامعي فيها إلى ما يشبه ساحة معركة استخدمت فيها مسدسات وأسلحة اتوماتيكية كلاشينكوف وحرائق طالت اشجارها ومبانيها، وحجارة صبت على رؤوس طلبتها واساتذتها، ولولا رحمة الله في هذه البلاد، لوقعت كارثة، لا يستطيع احد منع عواقبها.
حالة من الضباب في عز الصيف، فهل لنا بمخرج حتى لو كان على حساب تأجيل الانتخابات، وعقد مؤتمرات وطنية سياسية واقتصادية واجتماعية، حتى نعيد المصالحة مع انفسنا ./p
p dir=RTLspan style=color: #ff0000;العرب اليوم/span/p

أضف تعليقك