هل تستقبل عمان مشعل رئيسا للحكومة الفلسطينية؟!
لا تعرف على أي أساس بنى قيادي إسلامي بارز في جماعة الاخوان المسلمين، معلومته على ان العلاقات بين الاردن وحركة حماس، تتجه نحو حالة فضلى، فالعلاقات تتسم فعليا بالبرود، دون قطيعة كاملة.
المعلومات تقول ان حالة الاحماء بين الطرفين، تراجعت خلال الشهور الاخيرة، ومنذ شهر رمضان تحديدا، دون ان يكون هناك اشهار للغة عداء بين الدولة والتنظيم.
المؤكد ان هناك قنوات فنية مازالت فاعلة بين الطرفين، على الرغم من عدم زيارة مسؤولين من حماس للاردن كما كان منتظرا، وهي قنوات يتم توظيفها لغايات محددة تم الاتفاق عليها مسبقا.
بوابة عبور حماس مجددا الى الاردن على مستوى العلاقات السياسية، ترتبط هذه الايام بتوقيت محدد له علاقة بتوقيت ميلاد حكومة الوحدة الوطنية التي ينتظرها الجميع في رام الله، وهي حكومة تضم كل الفرقاء، ولاتعترض عليها واشنطن بذات اعتراض تل ابيب، ولو مؤقتا.
الحكومة الجديدة، لها فاتورتها التي ستتنزل على لغة الحركة ووضعها الاقليمي والدولي، وليس مجرد تعبير عن انهاء الانقسام الداخلي، وحماس تعرف ان الشراكة في الحكومة ليس مجرد شراكة في الحقائب، عبر اشخاص من الحركة او بدلاء تختارهم حماس، نيابة عنها، أو باختيارها، بل تعني مواءمة لغتها لتصبح اكثر سلمية.
حركة حماس لاتفتقد للذكاء، ففي الوقت الذي تفاوض سلطة رام الله على تشكيل الحكومة، تدرك ان حل العقدة مع جماعة رام الله طوق سيعبر بها مجددا الى علاقات ايجابية مع الاردن والمصريين واطراف اخرى، لكنها في ذات التوقيت تبرق برسائل الغزل تارة تجاه ايران وتارة تجاه دمشق الرسمية.
تبدو حماس وكأنها تمارس سلوكا متناقضا، لكنها في الحقيقة تخشى فشل مفاوضات الحكومة الجديدة، فتستعد بورقة احتياط، حتى لاتخسر كل اوراقها، في توقيت معقد، يفرض عليها سياسة النجاة من هذه التعقيدات.
كما انها تزيد من فاتورتها السياسية، امام اطراف اخرى لدفعها لتقديم تنازلات اكثر لحماس مقابل عدم العودة للحضن السوري الايراني، وهي تقول ايضا انها اذا لم تحصل على مرادها في الداخل الفلسطيني، فإن عودتها للحضن الايراني السوري، محتملة، وهي عودة تشي بتهديد مبطن لدول الاقليم، ولجماعة رام الله.
في المعلومات ان هناك اتجاها سياسيا يتبنى سيناريو مقبلا على الطريق يتضمن عودة مكاتب حماس كليا الى الداخل الفلسطيني، سواء في الضفة او غزة، وعودة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي، للداخل، كمرحلة اولية، نحو تكليفه لاحقا برئاسة الحكومة، اذا نجحت بروفة حكومة الوحدة الوطنية.
هي تجربة تريدها حماس، سببا في عودتها الى الضفة من جهة، ولاعادة انتاجها سياسيا دون ان تتخلى عن موروثها في المقاومة، ولا عن لغتها وفعلها ضد اسرائيل، وهي طوق نجاة للحركة امام تعقيدات المشهد الاقليمي وتضرر معسكر الاخوان المسلمين من جهة، وحالة الغموض التي تتلبس المعسكر الايراني السوري.
عبر المعسكرين فإن ورقة حكومة الوحدة الوطنية هي الحل، غير ان حماس لاتذهب الى سدتها، دون ايماءات ضغط غير مباشرة، لانها تعرف ان حركة خالية اليدين من اي ورقة، أمر يأخذها الى ضعف لا تريده.
من هنا تتشكل بوابة العبور مجددا الى الاردن، أ يفك العقدة مع جماعة رام الله؟.هذا هو المؤكد هنا. وفك هذه العقدة له دلالات فلسطينية واقليمية ودولية، والحركة تبرق برسائل الغزل الى معسكرات مغضوب عليها عالميا، من باب الاحتياط حتى لاتباغت بفشل سيناريو الشراكة الحكومية.
اذا شاهدنا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في عمان مجددا خلال الفترة المقبلة، فهذا يعني ببساطة ان اعادة تموضع حماس في الداخل الفلسطيني اكتملت، وهو تموضع يعني بكل بساطة طلاق الحركة وخروجها من عصمة معسكراتها السابقة.
تلك اللحظة تعني ان عمان ترضى ان تستقبل خالد مشعل لاحقا، باعتباره رئيسا للحكومة الفلسطينية، فإن لم يكن في بروفة حكومة الوحدة الوطنية، ففي حكومة الوحدة الوطنية الثانية.
الدستور