نقابة المعلمين والمهمّة الصعبة

نقابة المعلمين والمهمّة الصعبة
الرابط المختصر

التهنئة العميقة الخالصة لنقابة المعلمين ممثلة برئيسها الرواشدة وإخوانه الذين حصدوا ثقة إخوانهم المعلمين الممزوجة بصدق الدعاء إلى الله العليّ القدير, أن يوفقهم إلى الخير وإلى ما فيه مصلحة هذا الوطن ومصلحة هذا الشعب, ومصلحة المعلمين جميعاً.

هذه نقابة المعلمين الأولى تحتاج إلى تقبل النصح وإلى حسن الإنصات والاستماع إلى ذوي الخبرة والاختصاص, وإلى الذين يملكون قلوباً كبيرة يعمرها الودّ والتأييد والمؤازرة, وأرق الأماني لكم بامتلاك القدرة على البناء والإنجاز وتحقيق المكتسبات.

النصيحة الأولى للنقيب وأعضاء النقابة أن لا يستمعوا إلى الهمز واللمز, وأن يستمعوا إلى النصيحة الصادقة والنقد البنّاء, والموعظة الحسنة, والتوجيه الجميل, وأن يميزوا بين الناصح الأمين, والحاسد اللئيم, وليكن شعاركم: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.

النصيحة الثانية, أن يكون همّ القائمين على النقابة جعلها بيتاً لجميع المعلمين وخيمة تؤوي كلّ الأعضاء من دون تمييز قائم على الدين أو المذهب أو الاتجاه الفكري أو الانتماء الحزبي, وأن تملك النقابة جناحين طويلين يستطيعان ضمّ جميع المؤيدين والمعارضين على حدٍ سواء, بحنوّ وبلا منّة أو تكبر.

أمّا النصيحة الثالثة, فعلى الإخوة في قيادة النقابة أن يستمعوا إلى إخوانهم في الهيئة العامة, وأن يستخدموا طريقة الاستبانات العامة التي توزع على كافة المعلمين في مدارسهم ومواقعهم , ليكتبوا فيها اقتراحاتهم وأمانيهم وطموحاتهم, وأن تتمّ تفريغها في خطة نقابية وبرامج عمل, مشتقة من الميدان والواقع, ومستخرجة من صدور المعلمين وقلوبهم.

والنصيحة الرابعة, أن يتوجه الإخوة في النقابة إلى إتقان البناء التأسيسي للنقابة أولاً من تشريعات وأنظمة ولوائح وتعليمات, وأن يتم الاستفادة من تجربة النقابات الأخرى الناجحة, وان يحرصوا على أن تتسم هذه اللوائح والأنظمة بالعدالة والديمقراطية والانسجام مع المبادئ العامّة والقواعد المشتركة لثقافة هذا الشعب وقيمه الحضاريّة الراقية, بعيداً عن التشنج أو التطرف أو النفس الحزبي الضيّق.

أمّا بخصوص النصيحة الخامسة فهي الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بالأولويات وكبريات القضايا, والبعد عن القضايا الصغيرة والخلافية التي تفرق ولا تجمع, وتشرذم ولا توحّد, وأن يتمّ الالتفات إلى المقاصد العميقة وإلى روح الأعمال والأقوال وعدم الاقتصار على الشكليات والأمور الاستعراضية التي لا تفيد صديقاً ولا تنكأ عدواً, وأن لا يستجيبوا إلى الاستفزازات مهما كانت ومن أيّ جهةٍ صدرت.

والنصيحة السادسة أن يتمّ الالتفات إلى المهنة التعليمية أولاً, وحفظ كرامة المعلم وإعادة هيبته ومكانته الاجتماعية, وتحقيق مصلحة أبنائنا الطلاب بكفاءة مطلقة وعبر تقدير إمكانات المعلم, والتقليل من الالتفات إلى الأمور السياسية التي لها أدواتها الكثيرة ومؤسساتها وأحزابها, ولا يعني ذلك التغافل عن الشأن العام وقضايا الأمّة الكبيرة.

نقابة المعلمين نقابة كبيرة, وربما تكون من أكبر النقابات المهنيّة في البلاد, ولذلك من المؤمّل أن يكون الإخوة في قيادة النقابة كباراً وذوي قامات طويلة, بحجم نقابتهم, وبحجم طموحات شعبهم, وبحجم مطالب الوطن, وهذا يحتم على الإخوة الذين نجحوا بنيل ثقة إخوانهم أن يكونوا حريصين على التمثل بأخلاق النبيّ العربي محمد صلى الله عليه وسلم, من سعة الصدر, والحلم وعظيم الخلق, والتواضع الجمّ, واللسان العفيف, وصدق اللهجة وحسن الأمانة وبعد النظر واتساع المدارك والنظر في مآلات الأمور, وكمال الدقة بالتعامل مع المال العامّ, وهذا أعظم ردٍ على الشانئين والمسيئين والمغرضين, {وَاللّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.

span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span