نادي الوحدة الوطنية بدلا من الفيصلي والوحدات!

نادي الوحدة الوطنية بدلا من الفيصلي والوحدات!
الرابط المختصر

البعض يقترح تجفيف البحيرة للإمساك بسمكة سامة ، هذا ليس حلا عمليا البتة ، صداع الوحدات والفيصلي المزمن يلزمه حل عبقري ، حل يقوم على تجسيد الوحدة الوطنية بقيام الجهات المعنية بدمج الناديين في ناد واحد: نادي الوحدة الوطنية ، فلم يعد يجدي بعد الآن التسامح بما يجري على هامش أي لقاء بين الناديين ، فلقد والله مللنا وكللنا ، ونحن نعلم أن أي لقاء بينهما يرفع حالة الاستنفار في البلد إلى أقصى درجة ، مع ما يكلف هذا الاستنفار من مال وجهد وحرق أعصاب ومخاطر لا يعلمها إلا من يعرف ما يعاني الجهاز الأمني في أوقات اللقاء الكروي.

بالمناسبة ، نحن لسنا شاذين فيما يجري على هامش هذه الرياضة ، فثمة ضحايا بالآلاف لكرة القدم في مختلف بلاد العالم ، فقد أصبحت هذه اللعبة أشبه ما يكون بالسحر الذي يعصف بدول وحكومات ونواد ورؤوس أموال ضخمة ، بالنسبة لنا ثمة خصوصية يتعين علينا ألاّ نغفلها ، فكلمتا الوحدات والفيصلي لهما بعدان رمزيان تستفزان فتنة نائمة ، بل ربما يتخذهما البعض ذريعة للتنفيس عن أمراض وأحقاد دفينة لسنا بحاجتها أبدا ، بل إنها تستدعي ثارات جاهلية ومشاعر منتنة.

أكثر من هذا ، ثمة صراعات حتى داخل الناديين بين الاتجاهات والرؤى المختلفة ، ورغم انني لست من المختصين في شؤون النوادي والرياضة ، إلا أنني أتابع واسمع بين الحين والآخر ما يجري في الناديين من مشكلات ، وقد اضطرت الجهات ذات العلاقة غير مرة إلى التدخل لحل الهيئات الإدارية في الناديين وتعيين لجان بديلة ، فما اغنانا عن وجع الرأس الدائم ، فلندمج الناديين تحت مظلة واحدة ، وليُدر النادي الجديد من قبل لجنة إدارية انتقالية مؤقتة كي يصار بعد فترة كافية لانتخاب هيئة إدارية جديدة برؤية وحدوية تنهي ثنائية الوحدات والفيصلي مرة واحدة وللأبد ، خصوصا وأن ما يجري وما جرى ليس من الرياضة في شيء ، وللأسف يتورط في هذا الصراع المؤسف ، جهات لا علاقة لها بالرياضة ، بل تجد في المشهد مجالا للتنفيس عن مشاعر كريهة تفت في عضد الأمة ، وتولد أحقادا عنقودية متوالدة تدمرنا جميعا،.

أخيرا ، وقبل أي خطوة يتعين على الحكومة أن تشكل لجنة تحقيق قضائية على مستوى رفيع ، لتحديد المسؤولية عما حصل أخيرا عقب المباراة الأخيرة بين الفريقين ، ومعاقبة المتسببين بما جرى ، لأن دمل الجرح بلا تنظيف وتعقيم له مضاعفات صحية خطيرة ، وحتى ذلك الحين يلزمنا إحساس عال بالمسؤولية فلا نعمد إلى التحريض وإشعال النيران ، بل تهدئة النفوس وإشاعة روح التسامح والأخوة.

الدستور

أضف تعليقك