على غير عادتي سأحاول فتح عش الدبابير بيدي , وهنا سأخوض بموضوع المقعد الشركسي والذي سلخ عن سابق قصد وعمد من الدائرة الثالثة, ولعل سلخ هذا المقعد من مواطنين أردنيين هم جزء من النسيج الأردني التقليدي، كان له من الأثر السيء ما لا أستطيع وصفه , وكان جرحآ عميقآ يصعب معه العلاج , وتخيل أو يتخيل أصحاب القرار ألذين أصروا على تجاهل تصويب الخطأ بأن سكوت أصحاب المقعد وكأنه الرضى بالأمر الواقع .وتناسوا بأن الاردنيين الشراكسة لا يحملون عصآ لوضعها في الدواليب , وليسوا من الشكائيين البكائين !وما سكوتهم إسوى تعبير عن فروسيتهم وإنتمائهم اللا محدود لتراب هذا الوطن الأعز والأغلى , لا يؤمنون بالعواطف ولا يعلقون آمالآ على وعود , بل يؤكدون بعزيمة الاردنيين الأقحاح بأن ما من خطأ إلا ويحتمل الصواب , وليس هذا بيت القصيد بل ما أود الوصول اليه هو وصف حالة الضعف السياسي لمن يحتلون مقاعد الصدارة ويتكلمون بإسم الاردنيين الشراكسة والذين يعتقدون بأن الخجل والتنازل يصب في خانة المصلحة الخاصة بالعشيرة والوطن متناسين بأن وجودهم السياسي ما بات مهمآ , وأن هناك جيلآ من الشباب الواعد والمثقف ممن يستطيعون تحمل المسؤولية , هذا الشباب الذي يعبر يوميآ عن غضبه من إدارة هذا الملف من قبل متلقي الوعود ومروجيها، فلم يرجع المقعد لأصحابه.

ولعل الشيء المضحك هو ما يتردد بأن هناك وعدآ من جهة عليا بعودة المقعد أصبحت مؤكدة في الدورة ألقادمة إنشاء الله؟ بحجة أن دولة الرئيس لم يكن على دراية كافية عندما تقرر عدم إرجاع المقعد وهذا إستخفاف بالعقول , لا عتب على دولة الرئيس ولا على الحكومة .والعتب كل العتب على من لم يستطيعوا طرح الأسئلة التالية , أين كان دولته عند زيادة المقاعد ؟, وأين كان عند تقسيم الدوائر ؟, وأين كان عند إقرار حزمة القوانين الخاصة بالإنتخابات ؟ لقد نجحت الحكومة في التغاضي عن هذا الحق فهنيئآ لها , أما شيوخ العشيرة فقد آن لهم أن يتنحوا جانبآ أو على الأقل فليكونوا على قدر المسؤولية , لا عتب على الحكومة فهي تمرر قراراتها بحسب ما تراه مناسبآ وبخاصة عندما ترى ضعفآ واستكانة , ولكن هل ترى الحكومة بأن تفكيك العشيرة الاردنية الشركسية وخلق حالة من الإرتباك الداخلي للعشيرة هو الصواب ؟ هل ترى الحكومة بأن دور هذه العشيرة يجب أن يصبح هامشيآ ؟ وهل ترضى حكوماتنا الرشيدة بقرار العشيرة بالمقاطعة , كاردني شركسي لا يرضى بغير اردنيته أصرخ بعالي الصوت لأقول من يقاطع من العشيرة يقاطع عن سبق محبة وإخلاص ومن يشارك لا يختلف عن المقاطع ولا يقل إخلاصآ , ولكل منهم وجهة نظر لعلهم يستطيعون خطف الخجل وإرجاع الأبناء إلى حضن امهم عمان الحبيبة , فاتقوا الله.

والى أصدقائي وأحبائي من قراء وكتاب كل الاردن أعتذر عن إبتعادي عن الكتابه والمشاركة لفترة طويلة فلقد كنت اسدد بعضآ من الفواتير التي لا أتمنى لأحدكم تسديدها

كل الاردن