نعم ..أنا ضد أن تتم المطالبة بإسقاط اتفاقية وادي عربة عن طريق المظاهرات الآن ..لأنها ببساطة لن تسقط و سنبقى في الوادي نصرخ و العربة ماضية في طريقها الذي لا نعرف خريطته ..
لم يكن هناك مظاهرات و مسيرات أكثر من مصر عبر مرحلة حكم حسني مبارك ..وكانت تطالب بأسقاط كامب ديفد ..ولم تسقط ..بل كانت تزداد قوة و كان الإسرائيليون اللقطاء يتوغلون في الحُكم المصري حتى ظننا في أحلك الظروف أن النظام المصري لا يمت لنا بصلة ..
وحينما قام شباب ميدان التحرير على قلب (شاب واحد ) رُفعت كل الشعارات إلا الشعارات السياسية و التي تتعلق بالإيدلوجيات و المعاهدات ..فلم يرفعوا ( لا لأمريكا ) و ( لا للتبعية ) ولا (لكامب ديفيد ) ..لذا انخرس الجميع ..واضطروا في النهاية للوقوف إلى جانب الشعب المصري في ثورته..
وحينما أرى ( حراكاً شبابياً ) عندنا هنا في الأردن ..للوهلة الأولى أفرح ..لكن للوهلة الثانية أراه جُهداً لا يؤدي إلى نتيجة ..فالخلفية الحمراء ليافطاتهم هي مُختصّة باليسار و الشعب الأردني غير معني باليسار و اليسارية : فلن ينضوي تحت لوائها إلا نفر قليل ..وحينما يرفعون شعارات ( لا للتبعية : ولا لوادي عربة ) فإن معركتهم خاسرة ..
أما المعركة الناجحة ..فهي الشعار الذي يلامس الناس مباشرة ولا اختلاف عليه ( لا سياسياً ولا فكرياً ) ..أي الذي يرفع الشعار الشعبي ..فبعد قليل .. سينتخب المصريون مجلسهم النيابي الشعبي ودون تزوير ..وسيكون هناك رئيس وزراء شعبي أيضاً يتماشى مع المجلس الشعبي أو يخرج منه ..وسيكون هناك رئيس جمهورية ليس بصلاحيات (حاكم مُطلق ) ..
وبعدها ..إن لم تسقط اتفاقية السلام لوحدها ..فسيتعاملون نداً بند على الأقل في المرحلة الأولى ..