لا ..لقنصلية أردنية في أربيل

لا ..لقنصلية أردنية في أربيل
الرابط المختصر

أعلنت الحكومة عن نيتها افتتاح قنصلية اردنية في كردستان العراق ، وهو اعلان لا بد من قراءته مثنى وثلاث ورباع.

لا توجد جالية اردنية في كردستان العراق ، وربما عدد الاردنيين في العراق ، قليل للغاية اليوم ، بما في ذلك العاصمة ، فان سر التوجه لافتتاح قنصلية في اربيل غير مفهوم ، وغير مبرر ايضا ، في ظل الظروف التي يمر بها العراق.

السفارة الاردنية في بغداد باتت مهماتها قليلة للغاية ، في ظل خروج الاردنيين من العراق ، وتعرضت السفارة الى استهدافات وتفجيرات ، واغلب سفراء الاردن في بغداد بعد الاحتلال لم يتواجدوا على رأس اعمالهم ، وفي حالات كانوا يتواجدون لفترات قصيرة ويعودون الى عمان.

اذا كان هناك من يقول ان ترك العراق ملعبا لقوى اقليمية يضر العراق وعلاقاته العربية ولا بد من تعزيز الوجه العربي للعراق ، وعدم هجر العراق ، وتركه فريسة بيد الايرانيين وغيرهم من قوى ، فان الاولى في هذه الحالة تعزيز عمل السفارة الاردنية في بغداد ، وزيادة طاقمها ، وتأمين كل الظروف لعملها ، وربما الاولى من جهة ثانية افتتاح قنصلية اردنية في "البصرة" مثلا اذا كانت القصة عدم ترك العراق ملعبا للاخرين.

افتتاح قنصلية اردنية في اربيل فيه مجاملة للاكراد ، على حساب الحاجة الفعلية لمثل هذه القنصلية ، ومن جهة اخرى فيه تكريس لخصوصية المناطق الكردية القومية والعرقية على حساب العراق العربي الكبير ، خصوصا ، ان التذرع بأي مصالح تجارية وصحية او انسانية لاردنيين في تلك المنطقة قد يبدو مبالغا فيه.

يأتي الاعلان عن النية لافتتاح قنصلية اردنية في اربيل في الوقت الذي لا يوجد فيه سفراء للاردن في بعثات دبلوماسية كثيرة ، في دول عربية واجنبية ، ولم يتم تعيين سفراء لهذه السفارات ، وهي تدار عبر الرجل الثاني في كل سفارة ، او القائم بالاعمال ، ومن المثير حقا ان نترك السفارات بلا سفراء ، ونعلن عن قنصلية اردنية في شمال العراق.

افتتاح القنصليات يخضع عادة لقاعدة تقول ان عدد الاردنيين في تلك المنطقة يفرض انشاء قنصلية لخدمتهم في ظل البعد عن موقع السفارة ، وهذه الحالة نراها في قنصلية الاردن في جدة ، وقنصلية الاردن في دبي التي تخدم الجالية في دبي والامارات الشمالية ، وهذا المعيار يغيب في قصة قنصلية اربيل ، لان عدد الاردنيين بات قليلا في كل العراق ، فيما منطقة كردستان ، مغلقة تجاريا ، لصالح السوريين والاتراك ودول اخرى.

توفير النفقات يوجب عدم افتتاح اي قنصليات جديدة ، والعمل الدبلوماسي يفرض من جهة ثانية تفعيل السفارات التي بلا سفير ، قبل افتتاح قنصليات جديدة ، اما انشاء قنصلية في منطقة قومية مثل كردستان ، فسيترك اثارا جد سلبية ، خصوصا ، في ظل الصراعات العراقية ، وكيفية تفسير القوى العراقية لمثل هذه الخطوة.

سفارتنا في بغداد غير قادرة على تفعيل العلاقات الاردنية العراقية ، فهل ستفلح في ذلك قنصلية اردنية في اربيل. والسؤال مفرود بين يدي المتفائلين