كيف تخسر الحكومة .. ولماذ يشتهي النواب الأزمات؟
لم توفق الحكومة في التعامل مع اعطيات النواب لاسباب أولها، إن صح فقر الناس الذين وردت اسماؤهم في كشوفات النواب فإن لها مؤسسات معنية بدراسة احوالها واستكمال معلوماتها عنهم ومن ثم مساعدتهم بالقانون دونما ان يكون هناك منة لأحد على أحد، لا النائب على قاعدته ولا الحكومة على النائب كي لا يقال انها تشتري صمته.
وللتوضيح فإن الطلاب الفقراء المفروض ان يتوجهوا إلى صندوق إقراض الطالب في وزارة التعليم العالي دونما واسطة من النواب، والفقراء من الفئات الاخرى يجب ان يتولاهم صندوق المعونة الوطنية، ولكن الحكومة إما انها تريد ذلك التواصل المبني على ابقائها في صورة اليد العالية الواهبة المانحة، أو انها فعلا وقعت تحت الضغوط الكبيرة للنواب وهذا امر وارد. ولكنها في جميع الأحوال لا تفكر في مصادرة دور مؤسساتها المعنية بالفقر والفقراء ومساعدة الطلاب فالمفروض ان عقل الحكومة أقل ما فيه انه يعرف اختصاص مؤسساته؟؟
السبب الثاني وهو الموقف الذي صدر عن دائرة الإعلام في الرئاسة، فموقفها وتعاملها مع الامر كانت تنقصه الحكمة والرشد، فمتى يعاب الناس بفقرهم؟ وإن كان النائب أي نائب تجاوز على الحكومة فثمة أطر محددة لرسم العلاقة معه لكن ما ذنب طلاب فقراء ان تزج اسماؤهم على المواقع الالكترونية؟.
السبب الثالث يبدو ان هناك عقليات تشتهي المواجهة، فالنائب الذي يذهب للحكومة يريد دعمها يجب عليه أيضا ان يعرف تقدير الأمور بشكل افضل، فلماذا يكون مهذبا في طلب المساعدة ويقبل المرور بكل الاجراءات، وعندما يحصل على مايريد يفتعل معركة لم ينل الضرر منها إلا الفقراء الذين طُلب الدعم باسمهم، كما يبدو ان هناك شهوة لجر الحكومة لمثل ذلك الموقف لبناء نوع من الشعبية في ظرف سياسي يحتاح من النواب دورا سياسيا غير دور الوسيط لذوي الحاجات برغم اهميتها.
رابعا: كل النواب يتوجهون لطلب مساعدة معارفهم وناخبيهم لحل قضاياهم ولو ان كل مسؤول فتح اوراق مراجعيه من النواب والوجهاء وغيرهما لتحول الأمر إلى أزمة كبيرة، لكن هناك مسؤلين يقدرون حال الناس فتحفظ كرامتهم وثمة تقدير مواقف يحيل ابسط الأمور إلى معارك؛ الجميع في غنى عنها.
البخيت رأس الحكومة، مطلوب منه اليوم ان يعمل دور «المعقل» وعلى فريقه الإعلامي ان يجنبه الأزمات في وقت نحن بحاجة لان يكون نفس الحكومة قويا مع معركة القوانين والتعديلات الدستورية، التي ستمنح البخيت فرصة مواتية لتحقيق انجازات أفضل ورسم صورة مخالفة للصورة الشعبية السلبية التي تتمتع بها حكومته.
أخيرا يبدو ان البخيت مستمر في ظلم نفسه، حتى في الخسارة، لأنه كان بوسعه ان يقول لفريقه الإعلامي: لا حاجة لأن نواجه النواب بفقر أهلهم.!
الدستور