كثير من الغبار والفوضى وويكيليكس
سفارة
أسير أو أظن نفسي أسير في مجمع تجاري وترفيهي. أسير على سبيل التسلية والترفيه، أو لأجل متعة التسوق، كما يحضنا الإعلان التجاري للمجمعات. ثم أفضى الممر إلى مبنى تاريخي جميل ومغلق، كانت ثمة لافتة معلقة تقول: تعتذر القنصلية لإغلاق أبوابها اليوم.
عدت أدراجي، ولكني وجدت نفسي في مواجهة مجموعة من رجال الأمن و"السيكيوريتية" (أمن قطاع خاص). أتذكر الآن أن أخي كان يرافقني، أظنه كان بصحبتي طوال الرحلة؛ كنا نسير معاً ونتحدث كما نفعل عادة خارج القصة. سلطت علينا أجهزة الأشعة والتصوير، وأطلقت الأجهزة أصواتاً وأضواء ليزرية!! جاء رجل بلباس مدني، اسمه أبو محمد (كيف عرفت اسمه؟)، صافحني مرحباً، وقال: تفضل لنشرب معاً فنجان قهوة فتكون الأزمة قد انتهت. هناك أزمة إذن! هل اقتحمت مبنى القنصلية؟ هل كنت أحمل شيئاً محظوراً؟ لا أعرف حتى الآن ما سبب الأزمة؟
ثم نقلت إلى الحجز. كان السجن مثل مبنى تجاري بمخازن لها أبواب معروفة للمحلات التجارية (لعله سجن قطاع خاص)؛ تلك الأبواب التي تطوى وتفرد. فتح أبو محمد أحدها. كان قذراً جداً، ويتكوم فيه عدد من الناس ببؤس وإهمال. وفتح مخزناً آخر، ثم نظر إلى مجموعة من الشباب والصبايا، يشغلون مكاناً مكشوفاً ومليئاً بالأسرة والمقاعد. طلب منهم أن يخلوا المكان لنجلس فيه. انسحبوا متذمرين، ثم أطلقوا قذائف من القيء باتجاهنا، وأصابني بعضها.
عندما جلسنا على الأسرة (ننتظر حتى تنتهي الأزمة)، وجدت أننا في مكان مطل على القنصلية، وكان المبنى مليئاً بالموظفين والمراجعين و"السيكيوريتية". وبعد قليل وضعوا أهدافاً بيننا وبينهم، واستعدوا لإطلاق النار. أطلقنا أصوات خوف واحتجاج، فأحضروا عدداً كبيراً من العمال وصفوهم بيننا وبين الأهداف لنطمئن ونتأكد أننا في أمان. وما يزالون يطلقون النار، وأحمد الله أني لم أصب، ولكن يداهمني خوف متواصل، وانقباض مديد.
صلاة
ذهبت إلى واحدة من بلدات الشمال، تحمل اسماً آرامياً. كنت مع رفاق لا أعرفهم. ثم ذهبنا لصلاة الجمعة. تقدم إمام للصلاة، كان شخصاً أعرفه موجوداً في المسجد، هو ليس متديناً، لا يصلي ولا يصوم، تقدم للإمامة لكنه لم يؤم. الإمام شاب لا أعرفه، لا يحفظ شيئاً من القرآن، توقف مرتبكاً، يخلط في القراءة بين القرآن ونصوص عادية. جاءني يركض، كنت أقف وراء جموع المصلين. أطلعني على ورقة أمامه ليعرف النصوص القرآنية من غيرها. ساعدته ومضيت. كان الوقت ليلاً وأنا أسير في الطريق العام، على جانب الطريق، في واد تحدثت عنه التوراة أيضا، الناس مشغولة –بالرغم من الليل- بجمع القش من بقايا الحصيد (العفير).
الغد