في انتظار يوم الخميس!

في انتظار يوم الخميس!
الرابط المختصر

الخميس (الماضي أو الذي يأتي بعد ثلاثة أسابيع سيان،) موعدنا مع رفع جديد لأسعار المشتقات النفطية ، هل نبقى ننتظر هذه الخميسات كل شهر ، وإلى أين ستصل بنا ، في ظل أوضاع غاية في الصعوبة ، ولا أفق لحل سريع؟.

كل اقتصادي يتحدث في موضوع الأسعار والنفط بشكل مختلف ولا أحد يفتي في الموضوع على نحو يفش الغل .. نشعر أن الكل يضحك علينا ، سياسة تسعير مشتقات النفط من يفهمها؟ وكيف تتم؟ أحد المختصين أمضى وقتا طويلا في شرحها لي ، سألته بعد أن انتهى: بربك انت فاهمها؟ فقال لي: بصراحة لأ، وضحكنا سويا، قال لي: قلت للمسؤولين: كيف سأنقل فهمها للناس إذا كنت أنا مش فاهمها؟ اقتصادي آخر ، قال أن أسعار البترول تتحكم فيها امريكا ، وأمضى وقتا لا بأس به أيضا وهو يشرح لي نظريته ، قلت في النهاية: أنا لا يهمني كثيرا ما تقول ، ما يهمني نحن ، كيف نحل مشكلتنا؟ كيف نواجه هذه الأزمة ؟.

مضى محدثي طويلا في شرحه ، ما فهمته أن هذه المشكلة كان يجب أن نستعد لها منذ أكثر من أربع سنوات ، وكشف لي أن مسؤولينا الاقتصاديين وجهابذة التخطيط ظلوا يُرحّلون المشكلة من عام إلى آخر ، والأهم من ذلك طريقة تكريرها للنفط الخام ، وتلك قصة أخرى،.

المصافي الحديثة الآن ، تحدد كمية ما تريده من مادة ما من برميل النفط الخام ، فبوسعها مثلا أخذ نسبة خمسين في المائة بنزين ، وكذا سولار ، وكذا كاز ، أما مصفاتنا -التي انتهى عمرها الافتراضي - فلا يتوافر فيها مثل هذه الخاصية ، فبرميل النفط لدينا ينتج قليلا من البنزين وكثيرا من الزفتة ، يعني نحن ندفع كمواطنين ثمن تقنية قديمة لمصفاة عفى عليها الزمن،.

عقد المصفاة الاحتكاري انتهى ، ولم نستعد لمثل هذا الأمر ، هكذا يتحدث الاقتصاديون ، بعض أصحاب رؤوس الأموال عرضوا استيراد مشتقات نفطية بأسعار منافسة ، فلم يسمحوا لهم ، (يقال أن إيران مثلا تسورد البنزين من تركيا بنصف السعر الذي يباع عندنا ، ويقال أيضا أن سعر البنزين عندنا أغلى منه في أمريكا،).

نشعر أننا مضحوك علينا ، وبالكاد يقولون لنا الحقيقة ، لم لا يحاسب من قصر في التخطيط وتوقع الأسوأ كي لا نقع فيه؟ هل هناك سياسات خاطئة اوصلتنا إلى ما نحن فيه؟.

هل صحيح أن أزمتنا هي جزء من أزمة العالم كله ، أم ان هناك أسبابا اخرى -داخلية - فاقمت من الأزمة وجعلتنا الأكثر تأثرا بما يحصل في العالم؟،.

نريد قليلا من الشفافية كي يرتاح بالنا ، ونكف عن الشعور أنه مضحوك علينا كمواطنين ، لأن السكين وصلت إلى الرقبة ، وأيام الخميس المتلاحقة تلهب ظهورنا بمفاجآتها المتوقعة (،) حيث التخفيض بالدرهم والرفع بالقنطار،،.

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك