في الساعات الأولى من العام الجديد

في الساعات الأولى من العام الجديد
الرابط المختصر

هو عام جديد ..ولكنه ليس بداية تاريخ جديد..فكل البلاوي رحلت من ذيل السنة إلى رأسها ..و ستمتد إلى كل جسمها و تفاصيلها ..لن يختلف شيء : بل : ستزداد نسبة المصايب و نسبة كل شيء ( عاطل ) ..،،

عندما نتحتفل بانقضاء سنة و دخول سنة أخرى : ماذا يعني ذلك ..؟؟ كلها أرقام ..لا تجعلك تشعر إلا أن عمرك ينقص و ظهرك يتطعّج و وجهك يغرق في لملمة بقايا ابتسامة سقطت منه أثناء محاولة تركيبها .. ،،

يعني ومن الآخر : دخول عام جديد ليس انجازاً ..إلا على صعيد الصمود ..وهذا لم يعترف به أحد ..فالمواطن الذي كان يرى أنه سينهار كليّاً في عام ألفين و عشرة : ودخل ألفين و إحدعش دون أن ينهار كليّاً : من حقّه أن يبتسم فقط ويقول لحاله في سره : والله وصمدت يا ولد .. ،،

ماذا تراه يخبّئ لنا العام الجديد ..؟؟؟ كل الذين قابلتهم يؤكدون أنه سيكون ( عاماً أسودَ ) ..لماذا ؟؟؟ لا أعلم ..لمَ كل هذا السواد ..؟؟ ما زلنا نأكل ..ما زلنا نشرب ..ما زلنا نتنفّس ..ما زلنا نناقش الأسعار ..ما زلنا نستطيع الإمساك بالفواتير بأيدينا ..ما زلنا نتحمل الوقوف بالطوابير ..ما زلنا نصحو صباحاً و نرسل أبناءنا للمدارس حتى ولو دون مصروف أو سندويشة صغيرة يضعونها في الشنطة ..ما زلنا قادرين على التصفيق ..ما زلنا ننتظر بالمطر و الثلج و الصيف ..ما زلنا نتابع أخبار الفنانين وهفواتهم و فضائحهم ..ما زلنا نرى فلسطين ونقول يا حرام ..وما زلنا نشتري مسحوق الغسيل وهذا يعني أننا سنغسل وهذا يعني أن عندنا ملابس غير إللي لابسينها .. ،،

إحنا بخير ..بلا كثرة حكي ..العرب كلهم بخير ..ما حدا يقنعني بغير هالسواليف ..لأننا ما زلنا على قيد الحياة ..ولم نندثر ..مش شرط بكبرياء او دون كبرياء ..المهم أننا أحياء ..والأحياء تعني أن هناك كيمياء تتفاعل بداخلنا ..و الكيمياء تؤكّد أن تفاعلنا يعني شيئاً واحدا فقط : هو : عايشين من قلّة الموت .. ،

الدستور

أضف تعليقك