فساد
لم ار في حياتي جدتي وهي تشطف الدرج بالماء الا وبدأت شطف الدرج من فوق الى تحت ، ولم ارها يوماً تشطف الدرج من تحت الى فوق.
اتذكر جدتي كلما اسمع خبراً عن محاكمة موظف على رشوة مقدارها عشرون ديناراً ، او موظف اخر قبض الفاً من الدنانير لقاء تطيير معاملة من مكتب الى مكتب ، وكنت اسأل اين محاربة الرؤوس الكبيرة الغارقة في الفساد.
في المعلومات ان ملفات فساد جديدة ، ستخرج الى العلن عما قريب ، وهي ملفات قد تشمل اسماء هامة ، احيط بعضها بهالات الحصانة ، والقدسية ، بفعل قدرتها على الغموض والقوة ، فيما يبدو انه توجه لا عودة عنه من الدولة لمحاربة فاسدين كثر.
كان يقال دوما: في الاردن حديث دوماً عن الفساد ، ولا حديث عن الفاسدين. اي اننا اشبعنا الدنيا كلاما عن محاربة الفساد ، ولكننا عند الاسماء تجف حلوقنا ولانتكلم ، لان لا ادلة ولا بيانات ولا مستمسكات.
في مناخ الالماحات حول قضايا فساد مقبلة على الطريق ، وروؤس كبيرة قد تدوخ وتطيح ارضاً ، ولا بد من تجديد المطالبة بقانون من اين لك هذا.
وحتى ابراء الذمة المالية عبر قانونها لا يعني شيئا في الوقت الحالي لان مغلف ابراء الذمة المالية للموظف الحكومي لا يتم فتحه الا في حالة توجيه تهمة للموظف تستدعي العودة الى بياناته.
لا احد يعرف ايضا كم عدد الذين قدموا ابراءات الذمة المالية ، خصوصاً ، ان ارقام سابقة اشارت الى اعداد محدودة من الذين قدموها تنفيذا للقانون الذي يجبرهم على هذا.
لننتظر ولنترقب ما ستأتي به الايام القادمات ، ولا مصلحة لنا بالتحول الى طبقتين: الفراعنة ومن يخدمونهم.
span style=color: #ff0000;الدستور/span