غاز والديسي.. مشاريع بانتظار الفرج

غاز والديسي.. مشاريع بانتظار الفرج
الرابط المختصر

منذ سنوات عديدة ونحن نسمع في خطب الحكومة وتصريحات المسؤولين عن عزم الجهات المعنية المباشرة في تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى, سيكون لها الاثر في رفد الخزينة بالاموال, وتحقيق نتائج ملموسة على صعيد خلق فرص عمل جديدة للاردنيين وتحسين مستوى معيشتهم.

لعل مشاريع جر مياه الديسي وتنفيذ خط الغاز العربي وغيرهما من المشاريع التي اعتادت الحكومات على التغني بها كانت على الدوام في اذهان المواطنين, نتيجة تكرار المسؤولين لها, لا بل ان بعض الحكومات ادخلت حجم الاستثمار المتوقع في هذين المشروعين ضمن احصاءاتها الرسمية على اعتبار انهما اصبحا امرا واقعا ولا يوجد ما يعيق تنفيذهما.

بعد كل هذه السنوات نجد ان الامور تقتضي وقفة مراجعة ومصارحة مع ما تم انجازه في تلك المشاريع, فلا احد يعلم اين وصل التنفيذ فيهما, ولا معلومات واضحة حولهما, الامر الذي يثير تساؤلات مشروعة حولهما.

مشروع الغاز العربي الكل كان يخرج علينا بتصريحاته الايجابية حول فائدة المشروع على الاقتصاد الوطني, ولا احد ينكر ذلك طبعا, لكن منذ شهور ونحن نسمع من القطاع الخاص انباء بين الحين والاخر عن وجود مشاكل حقيقية تحول دون امداد الغاز الى الانبوب الذي تم انشاؤه من العريش حتى الحدود الاردنية السورية, وزارة الطاقة ملتزمة الصمت تجاه الافصاح عن ما يدور في كواليس هذا المشروع, ولا احد يقدم الحقيقة في هذا الشأن علما ان الوزارة اقعدت الدنيا عند توقيع تأسيس المشروع, فلا ندري لماذا تسكت الان عن الانتقادات الموجهة للمشروع الذي تأخر انجازه بشكل كبير, كما ان معلومات تسربت مؤخرا من مصادر مطلعة على المشروع ان وزارة الطاقة فعلا لم توقع اتفاقية مع الجانب المصري لتزويد الشركات الاردنية بالغاز كما يشاع من قبل بعض المسؤولين وان الجانب المصري فرض شروطا جديدة على الاردن تتعلق بتعرفة المتر المكعب التي قد تزيد الكلفة علينا, وان المشروع حاليا تقف في وجهه عقبات متعددة قد تتطلب تدخلا سياسيا عالي المستوى لحل الاشكاليات, ومقابل كل هذه الاقاويل ما زالت الوزارة صامتة حالها حال الحكومة في تبرير اي فشل او اخفاق في سياسة اقتصادية معينة.

المشروع الاخر هو جر مياه الديسي. اذ اكد معظم الخبراء في قطاع المياه منذ سنوات ان تنفيذه لن يكون بالامر السهل كما تعتقد الحكومة, وان المستثمرين لن يقدموا عليه في حال عدم وجود دعم حكومي مباشر, لا بل ان بعضهم اكد ان الحكومة هي القادرة وحدها على تنفيذه بالكامل, وها نحن نجد انفسنا امام امتحان صعب, على اية حال فقد تم احالة عطاء تنفيذ المشروع على احدى الشركات الاجنبية وجرى احتفال كبير بذلك, وقد سحب القرض الاوروبي المخصص لتمويل المشروع من قبل الشركة, وما زالت نسبة الانجاز التي بدات منذ اكثر من عام تقريبا دون المستوى المستهدف بكثير وهو امر يثير القلق والريبة, مما يتطلب تدخلا رسميا للاطلاع على ما يدور في خفايا تلك المشاريع والابتعاد عن الاوهام التي يطلقها بعض المسؤولين الذين خلقوا سرابا للاردنيين.

الشفافية والصراحة في التعامل مع الرأي العام افضل وسيلة لمواجهة الاخطار وازالة العقبات لتنفيذ المشاريع وانهاء شبهات الفساد التي تدور هنا وهناك حول تلك المشاريع في ظل صمت حكومي غير مسؤول عن ما يجري.

العرب اليوم