p style=text-align: justify;اعتقد أن رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة أخطأ أول من امس الجمعة عندما خرج على شاشة التلفزيون الأردني في البرنامج الشهير ستون دقيقة ليحذر من التطاول على الملك عبد الله الثاني، ومهددا أن الأجهزة الأمنية لن تسمح بذلك بعد الآن./p
p style=text-align: justify;ليلة الجمعة كنت في الكويت برفقة مجموعة من الأصدقاء الصحافيين من جنسيات عربية مختلفة، واستمعنا بالصدفة لحديث الطراونة، فتلقيت وابلا من الأسئلة من زملاء أعزاء يعرفون الأردن جيدا ويتابعون الحراك السياسي فيه، فجعوا من حديث الطراونة، وسألوني هل هذا صحيح، وهل هناك من يتطاول على جلالة الملك؟./p
p style=text-align: justify;بالمعلومات فإن برنامج ستون دقيقة الأكثر مشاهدة في التلفزيون الأردني، ويتجاوز عدد مشاهديه المليون ونصف المليون مواطن، وحديث الطراونة، وصل لكل هؤلاء وهم أيضا تساءلوا مثلما تساءل أصدقائي في الكويت./p
p style=text-align: justify;يعرف الطراونة أنه لا توجد أي جهة منظمة حزبية كانت أو شعبية، تطرح في شعاراتها أي تطاول على الملك، وإذا تم تطاول فإنه يتم من أشخاص يبتعد عنهم المشاركون في المسيرات فورا./p
p style=text-align: justify;أذكر جيدا عندما هتف أحد الشباب قبل أشهر (اس اس بتصلح ولا نكملها...) في مسيرة دعت إليها الجبهة الوطنية للإصلاح وخطب فيها احمد عبيدات، وشاركت فيها كل القوى بما فيها الحركة الإسلامية، رفض الجميع هذا الهتاف، وتنصلت منه كل القوى المشاركة في المسيرة./p
p style=text-align: justify;تصريحات الطراونة التلفزيونية ذكرتني بالتصريح الشهير لوزير الداخلية الأسبق مازن الساكت الذي استبشرنا به خيراً، وتوقعنا حينها أن يعيد لنا ما نسمعه عن وزراء داخلية من السنوات الخوالي لا تزال حكاياتهم تروى حتى الآن، حيث صب يومها الزيت على نار الشارع المشتعل، ومده بذخيرة لم يتوقعها أحد أبداً، ولم يكن يؤتى على ذكرها. ففي أول تصريحاته بعد تسلم حقيبة الداخلية حينها، وفي تعليقه على أحداث ساحة النخيل المؤسفة، اتهم الحراك الشبابي بأنه كان عازماً على رفع شعار إسقاط النظام خلال الاعتصام./p
p style=text-align: justify;يومها قلنا لوزير الداخلية إن الشعارات في المرحلة المقبلة سوف تتصاعد وتيرتها أعلى مما كان يتوقع أكثر المتطرفين، وسوف يصبح شعار المطالبة بإسقاط وزير الداخلية على الأقل أشهرها./p
p style=text-align: justify;اللعبة الإعلامية خطرة، وتصريح المسؤول في اللحظات الحرجة يجب أن يدرس من كافة النواحي، وقد تفلت كلمة هنا أو كلمة هناك لتصبح مشعلة أحداثا لم يكن أحد يتوقعها./p
p style=text-align: justify;قبل أن نفكر بصيغ التهديد، علينا أن نفكر مع وجود كل هذا الحراك العربي الجديد الذي يتطلب سن قوانين جديدة لإشراك الشعوب في عملية صنع القرار، كيف نضع تشريعا لجذب الناس إلى صناديق الاقتراع، وزيادة عدد المؤطرين في المؤسسات السياسية والحزبية والنقابية والشبابية، حيث أثبتت وقائع العمل السياسي أن الإنسان المؤطر يكون فاعلاً ومشاركاً واضحاً في صياغة المستقبل، والخوف من الأشخاص غير المؤطرين، والذين لا أحد يعرف مرجعياتهم ولا أجندة أفكارهم الخاصة./p
p style=text-align: justify;العرب اليوم/p