عقوبة سلوكية وليست قصة ثورية

عقوبة سلوكية وليست قصة ثورية
الرابط المختصر

كل من تابع ردود الفعل والتفاعل الذي جرى بعد قرار الحكومة طرد السفير السوري في عمان، وجد محاولات عديدة لتقديمها كفعل بطولي وثوري من السفير، وأن طرده جزء من المؤامرة الأمريكية – الصهيونية، وأن هذا السفير بطل رأيناه يحاول تقديم نفسه في دمشق بعد أن عاد اليها وكأنه عاد من معركة قومية سالماً غانماً.

وحتى أصدقاء السفير والمنحازين للنظام السوري يعلمون جيداً طبيعة سلوكه وهو يتعامل بصلافة وفوقية وأستقواء وإساءات بحكم تكوينه الأمني الذي كان يعني في سوريا حكماً مطلقاً للمسؤول الأمني، ومن حقه أن يشتم ويقول ما يشاء وعلى الآخرين الإنصياع.

طرد السفير ملف يجب أن يغلق باعتباره عقوبة سلوكية بحق شخص السفير، ولو كانت القيادة السورية تريد تعاملاً موضوعياً مع القضية لعاقبته أيضا على سوء سلوكه، لأن واجب السفير في كل المراحل كسب الأصدقاء لقضايا بلده وليس كسب الخصوم، أو استفزاز أي طرف وبخاصة دولة مثل الأردن تعاملت بكل روح مسؤولة مع الأزمة السورية، وانحازت لإستقرار سوريا ووحدتها وتحملت الضغوط واستقبلت ملايين الأشقاء السوريين ولم تفتح حدودها لإدخال المقاتلين أو السلاح.

كل ما جرى منذ قرار طرد السفير يشير إلى تعامل غير ايجابي من الأشقاء، لأن تضخيم الأمر وتقديمه كتحول في موقف الأردن ليس في مصلحة سوريا.

الأردن لم يتأخر في قرار الطرد، لأن الطرد وإغلاق السفارات كان في فترات سابقة قرارا سياسيا له دلالاته، لكن طبيعة الأردن الصبر ولهذا صبر مرة بعد مرة أخرى على السلوك الشخصي الرديء للسفير، ومنحه فرصة بعد أخرى، لأننا في الأردن لا نريد أن نذهب في أي اتجاه سياسي يتم تفسيره على أنه تحول في الموقف العام للدولة.

الأردن لم يتأخر لأنه لم يغلق السفارة لأنه حتى بعد طرد السفير ما زالت السفارة السورية تعمل، وما زال الأردن مستعدا لاستقبال سفير جديد، والسوريون في الأردن شاركوا في انتخابات الرئاسة في عمان، لكنه راهن على ذكاء السفير وإداركه لخلق الدولة الأردنية، لكنه بقي يعتقد نفسه مندوباً سامياً لنفسه في الأردن، فخانه ذكاؤه ونفد الصبر من سلوكياته ومنتجات لسانه التي يعلمها هو قبل غيره.

القضية قيل فيها الكثير، لكننا على ثقة على أن العقلاء في القيادة السورية يعلمون في داخلهم أن السفير المطرود أساء لسوريا بممارسته، وخذل بلاده وأنه يستحق العقاب، فهو ليس بطلاً أو زعيماً أو ضحية لمؤامرة دولية بعد شخص أساء وأساء وأساء فوجب تأديبه، وهذا ما نقوله لكل أصدقاء سوريا في الأردن.

الدولة الأردنية لم تغير ولم تبدل ، ولو أرادت لفعلت، لكنها تمارس قناعاتها ولهذا ما زالت السفارة قائمة وتعمل ويمكن إرسال سفير جديد لها، والأصل أن يوجه اللوم للسفير على سلوكه وخذلانه لبلاده وليس أي أمر آخر.

الرأي