عطش وحرمان

عطش وحرمان
الرابط المختصر

من عطش جرش وعجلون ، الى عطش الزرقاء ، وانقطاع الكهرباء في كل مكان ، باتت المحافظات وكأنها خارج التغطية الرسمية.

ليتوقف المسؤولون لدينا قليلا امام هموم الناس ، فأين يذهب الناس ، اذا لم يتحرك المسؤولون لاداء واجباتهم ومهماتهم ، من اجل تنفيذها ، وحين تقرأ نداءات الالم من المحافظات في اسبوع واحد ، تعرف ان هناك تقصيرا واهمالا لشؤون المحافظات.

فوق المحافظات تأتي عمان التي يعيش بها ربع فقراء المملكة ، وهي العاصمة التي باتت المياه تنقطع عنها ، والكهرباء ، وشوارعها محفرة ، ومتشققة ، ويعشش بها الفقر والحرمان.

قلة المال والحيلة في كثير من بيوت عمان الشرقية ، اما بيوت عمان الغربية وسياراتها فاغلبها محجوز للمصارف ، ايضا ، فيكون الحال من بعضه ، وان التبس العنوان والمشهد.

هذا وضع بحاجة الى خلية طوارئ ، والى وضع حلول للناس ، فأي حياة هي تلك التي يمكن اقناع الناس بجدواها اذا كان الانسان لايجد ماء الشرب منذ ثلاثة اسابيع ، وتنقطع الكهرباء فوق رأسه.

البنى التحتية تتعرض الى تراجعات هائلة ، وباتت لدينا اليوم موضة جديدة ، تقول ان شكوى الناس ليست مهمة ، وان التعبير عن الهموم هو من ترف الديموقراطية ، فدعوا الناس يبرقون مشتكين غياب الماء والكهرباء.

تبقى المشكلة بلا حل في نهاية المطاف ، لاننا تركنا كثيرا من المؤسسات تترهل.

هذا وضع ليس سهلا.قلة عمل وقلة مال وظروف حياتية تتراجع فتنقطع المياه والكهرباء ، ويشوي التجار وجوه الناس برفع الاسعار ، وتتساقط هموم رمضان والعيد والمدارس ، ويصبح كل انسان بحاجة الى مساعدة مالية ، لتغطية كل هذه الالتزامات ، ويبقى بانتظار فرج الله ، اخر الشهر.

تعب واضح ، جراء هموم الناس ومصاعب حياتهم ، ورسائل المحافظات والعاصمة ايضا ، تتساقط في بريد المسؤولين.

لو جرب بعض المسؤولين لدينا بأخذ اولادهم للنوم ليلة واحدة في بيوت الفقراء والمعدمين التي نعرفها ، ومنها من دخلته في رمضان الحالي في المفرق ومادبا ومخيم السخنة والزرقاء ، لعرفوا عن ماذا نتحدث.

تلك بيوت بلا كهرباء او ماء او مجار او مصروف ، وتلك بيوت يغفو فيها محرومون صغار ، في بيوت بلا سقوف او شبابيك ، وبلا حاضر او مستقبل.

نريد تنظيم ليلة مجانية لكثرة من المسؤولين عبر نقلهم الى هذه البيوت ، واقناع اصحابها بالخروج منها ، من اجل ان يجربوا العيش فيها لاربع وعشرين ساعة ، في ظل ظروفها ، وعندها لابد ان نسمع رأيهم فيما شاهدوه ، وفي عطشهم في رمضان ، وانقطاع الكهرباء ، والعيش من المساعدات ان توفرت.

أضف تعليقك