عسر ولادة في العبدلي!

عسر ولادة في العبدلي!
الرابط المختصر

تسمع من نواب سابقين ، كلاما سلبياً ، حول اجواء الانتخابات النيابية ، فتجاوب القاعدة الشعبية معهم ومع الانتخابات قليل للغاية ، رغم ان اسابيع تفصلنا عن موعدها.

اتصلت بثلاثة نواب سابقين البارحة ، لاسأل عن اجواء الانتخابات ، ثلاثتهم اجمعوا على ان هناك جموداً غير طبيعي ، سواء من جانب الناخبين ، او من جانب المرشحين ، وان الجو غريب فعلا.

يرى هؤلاء ان حرق سمعة مجلس النواب السابق ، ومحاكمته بقسوة اعلامياً وسياسياً ، اديا الى التأثير على سمعة المؤسسة البرلمانية ذاتها ، وبما يتجاوز نواب الدورة السابقة للبرلمان ، نحو النظر بسلبية بالغة الى كل دور مجلس النواب.

سبب آخر يورده البعض يقول ان كلفة الحملات الانتخابية باتت مرتفعة جداً ، وان من يريد خوض الانتخابات لا بد ان ينفق مبالغ مالية هائلة ، مما يجعل كثرة لا ترغب بالانفاق ، او بالاستدانة لتغطية حملاتها الانتخابية ، مطالب الناس من المرشحين باتت ايضاً فلكية لا يقدر عليها اغلب المرشحين ، في ظل الفقر والحاجة على صعد مختلفة.

فوق ذلك يأتي المزاج الشعبي للناس وهو مزاج حساس ، وغير متفاعل مع اي شعارات ، او دعوات ، تأثراً بقضايا عدة قد يكون من بينها طبيعة قانون الانتخاب وفقا لسياسيين ومسيّسين.

الرأي السابق عليه تحفظ: طبيعة القانون ليست المشكلة الاساسية ، لاننا شهدنا اقبالا اعلى الانتخابات السابقة في ظل قانون لا يختلف كثيراً عن القانون الحالي ، فالقصة ليست القانون.

في تفسير سيكولوجي يقال: العرب عموما يعاكسون اي دعوات جماعية ، فكثرة الحث على المشاركة وتأكيد شفافيتها يؤدي الى نتائج عكسية ، لان الذهنية العربية عموماً تميل الى المعاكسة.

على ذلك ، فان التوقعات حول نسب المشاركة غير مثيرة للارتياح بل على العكس تخرج قطاعات لتدعو للمقاطعة ، في ظل مزاج شعبي قائم على عدم المبالاة ، وهي دعوات لا يمكن تبسيط تأثيراتها.

كل ما سبق يعني اننا سنجد انفسنا امام مجلس نواب ضعيف للغاية ، وسيفرزه عدد قليل من الناخبين ، بحيث يصير ممثلا لكل الناخبين المسجلين ، المصوتين وغير المصوتين ، وهذا وجه خلل كبير.

الرسميون سيقولون ان الحق على الناس لان الناخبين السلبيين سيتركون الصناديق لمن سوف يصّوت ، وبهذا المعنى فان نوعية النواب القادمين هي مسؤولية من لم يصوت قبل الذي صوَّت في الانتخابات.

ايا كانت تفسيرات غياب اجواء الانتخابات اللاهبة والساخنة عن حياتنا ، فأنه لابد من مراجعة هذه الظاهرة لنعرف السر الكامن وراء عدم وجود اجواء انتخابات نيابية بالمعنى المتعارف عليه ، في كل انتخابات نيابية.

وكلاء المرشحين لا حس لهم ولا صوت ، والخيم الانتخابية يتم احراج الناس لدخولها ، والمرشحون يخافون اليوم ، من قلة التصويت قبل خوفهم من النجاح او الرسوب.

مجلس النواب المقبل ، يعاني من عسر الولادة فكيف سيكون شكله؟!.

الدستور

أضف تعليقك