عرض السفير
السفير الايراني في عمان، تقدم بعرض عبر الاعلام من خلال قناة «جو سات» قال فيه ان ايران مستعدة لتقديم النفط الايراني مجانا الى الاردن لثلاثين عاما، مقابل علاقات سياسية واقتصادية وسياحية، تتجلى بالسماح للسياح الايرانيين بزيارة المقامات في مؤتة- الكرك.
عرض السفير اثار ضجة في عمان، واذا كان السفير عمليا يريد رفع شعبية ايران بين الاردنيين، فان لا احد يعرف اساسا مدى جدية العرض، حتى لو جاء من السفير الذي يمثل بلدا اسلاميا، خصوصا، ان هكذا عروض يتم تقديمها اساسا عبر حكومات البلدين وعبر القيادات، ومن خلال قنوات معروفة، ليس من بينها الاعلام بطبيعة الحال.
ثم ان ايران ذاتها تتعرض لحصار اقتصادي صعب جدا، يترك اثرا على الشعب الايراني، ولا اعتقد ان اي حكومة ايرانية قادرة على توزيع النفط مجانا، في ظل حاجة الايرانيين الى المال والى السيولة والى تخفيف اثار الحصار الذي يأخذ بجريرته ظلما الشعب الايراني، فكيف ستكون ايران قادرة على تزويد الاردن بنفط مجاني، على حساب شعبها الذي يعاني اقتصاديا؟!.
في الاغلب؛ فان عرض السفير يأتي من باب المبالغة او اظهار حسن النوايا تجاه الاردن، ولربما مقصود منه احراج الاردن الرسمي، شعبيا، لكونه يدير ظهره لايران، على الرغم من منافع الاقتراب المحتملة، وعلى الرغم من انقلاب الحلفاء التقليديين على الاردن، وتركه في منطقة الاعراف السياسية.
فنيا، لا يمكن ان يصل النفط مجانا الى الاردن، لان لا تجهيزات فنية من ايران عبر العراق الى الاردن، فيما الشحن البحري مكلف، فوق ان قصة الثلاثين عاما، غير مقنعة، لان المنطقة تتعرض لانقلابات وتغييرات، ولا احد يضمن ماذا سيحدث خلال اسابيع، وليس ثلاثين عاما.
هناك ملفات عالقة ما بين عمان وطهران، قبيل الوصول الى هذا المستوى من العلاقات، فلا سفير اردنياً في طهران، وعمان عمليا تجمد اي محاولات لكسر جليد العلاقات مع طهران، والمفارقة ان السياسة الاردنية حاليا، خارج كل المعسكرات، فلا عمان في محور قطر- مصر- حماس- تركيا، ولا هي ايضا في معسكر ايران- سورية- حزب الله، فيما الدول الاخرى غائبة عن المشهد وغير مهتمة بانفراط سلاسلها السياسية.
عرض السفير الايراني، دعائي، ويقول الكثير ايضا، في توقيت يعاني فيه الاردن من مصاعب اقتصادية صعبة جدا، ولعل هذا العرض يقول لمن يتركون الاردن وحيدا، ان عليكم ان تتأملوا ايضا، ما في الجو من اشارات، بدلا من ترككم للاردن، ورفضكم ايضا وفي ذات الوقت، اي محاولة اردنية للاقتراب من اي معسكر اخر.
يبقى السؤال موجها الى السفير: هل هذا عرض رسمي باسم ايران، ام انه من باب «التضامن الدعائي» مع الاردن فقط؟!.
الستور