عجز الاحزاب... وجيل الشباب!!

عجز الاحزاب... وجيل الشباب!!
الرابط المختصر

هذه الهبة أو الصحوة العربية الزاحفة نحو المشرق والمغرب في وقت واحد تحمل ملامح تغيير استراتيجي على مستوى المنطقة...

أمريكا قلقة من نتائج هذا الحراك الساخن وكذلك اسرائيل, اضافة الى كل الانظمة العربية, لأن ما حدث في تونس ومصر احدث تغييرات جوهرية وخلق واقعاً عربياً جديداً أنعش روح الامة.

لقد انتهى عصر الزعيم الابدي, وانتهى حكم الحزب الواحد, وتلاشت القدرة على اقصاء الآخر في ظروف الترويع والقمع والفردية, وسادت أجواء حياة ديمقراطية حقيقية...

هذه المنجزات لم تحققها المعارضة ولا الاحزاب ولا النقابات بل قدمها الينا جيل من الشباب الذي فاجأنا بهذه الانجازات بعدما هرمنا وهرمت وشاخت الاحزاب ايضاً...

لذلك, لا أخشى من قوة أي حزب في الساحة العربية, لان الجيل الثوري الشاب اراد التغيير وفاز به ودفع ثمنه من دم الشهداء, فتقدم بذلك على كل الاحزاب وهو جيل أنعش الروح الوطنية والقومية في الامة العربية كلها.

في ظل هذا الواقع الجديد ستتراجع الاحزاب غير المتجددة التي اصابها الصدأ والتكلس, كما سيتراجع دور وحجم الاحزاب الدينية العقائدية على عكس ما يعتقد البعض, لان الجيل الذي يتقدم الصفوف هو جيل متعلم مستنير ومعاصر...

وهذا الواقع الجديد يمكن اسقاطه على الساحة الاردنية ايضاً, فحزب جبهة العمل الاسلامي هو التنظيم الوحيد الذي ملك مساحة واسعة في ساحة العمل الحزبي والسياسي, لذلك تفاوض مع الرئيس المكلف بقلب قوي فاراد انتخابات مبكرة بعد تعديل قانون الانتخابات كما تمسك بشروطه من اجل المشاركة في الحكومة وبشكل يتناسب مع حجم الحزب في الشارع الاردني.

ارجو من قادة الاخوان وجبهة العمل الاسلامي الادراك جيداً بأن حسابات الحقل الجديد قد لا تتطابق مع حسابات البيدر القديم, كما حدث في الساحة المصرية لان قطاع الشباب غير الحزبي وغير المنظم هو قطاع كبير ولن يكون قطاعاً محيداً أو محايداً هذه المرة, ولان ما حدث في تونس ومصر يشير الى تغييرات في التركيبة السياسية والاجتماعية في المجتمعات العربية يقابلها تراجع في دور الاحزاب الموجودة بما فيها الاحزاب الدينية العقائدية...

في النهاية اقول ان حركة الاصلاح في الاردن يجب ان تبدأ متسارعة ويجب ان تلتفت الى قطاع الشباب ومنحهم دوراً في طرح مشكلاتهم والعمل على ايجاد حلول ناجحة لها, واشراكهم في صياغة مستقبلهم فهم عماد المستقبل.

أتمنى ان يتم ذلك دون تردد أو خوف, كي لا ندفعهم الى كسر جدار الخوف بأيديهم...

العرب اليوم

أضف تعليقك