عجائب لا تراها إلا في الأردن
أكاد أُجزم ان هناك بعض الامور العجيبة الغريبة التي لا يمكن مشاهدتها او سماعها الا في الاردن, لا بل اغلبها يكون في اتجاه معاكس للمنطق والعقل.
في الاردن تشاهد ان أجمل بيوت عمان على الاطلاق وافخمها يملكها عاملون او متقاعدون من القطاع العام بمعنى ان سلوكيات موظفي الدولة في انفاقها تتشابه ان لم تتجاوز الاثرياء من طبقة رجال الاعمال مع فارق مصدر الاموال لدى الجانبين.
في الاردن تشاهد رغم عجز الموازنة والمديونية الهائلة وشح الموارد وثبات الرواتب سيارات من احدث الانواع واغلاها على الاطلاق يركبها موظفو الوزارات اصحاب الرواتب والدرجات العليا, رغم ان هناك دعوات متكررة لا تنقطع بضرورة ضبط الانفاق العام وان يقترب المسؤول في انفاقه من نبض الشارع الذي يغلي من تلك المظاهر.
انت في الاردن ترى وتسمع من مختلف الجهات المعنية ان هناك تزويرا في الانتخابات البلدية والنيابية تم في السنوات الماضية ولا يحاكم او يحاسب من فعل هذا العمل المسيء لصورة المملكة.
رغم تدفق المساعدات للاقتصاد الاردني سواء كانت للخزينة أو لقطاعات اخرى, فان الحديث عن ارتفاع عجز الموازنة مستمر, ولا احد يعرف لماذا لا ينخفض العجز ما دامت تلك الاموال تأتي بشكل مستمر لا تنقطع منذ سنين.
في الاردن وحده هناك من باع شركات التعدين باجمالي سعر لا يتجاوز ربح سنة لشركة واحدة في هذا القطاع بعد البيع.
الاردن وحده الذي أضاع اموال التخاصية وانفقها (1.6) مليار دينار في صفقة نادي باريس المشؤومة ليرتفع الدين العام للمملكة ضعفي ما كان عليه وقت الصفقة.
في الاردن وحده ترى الحكومة بجهاتها المختلفة تقترض لتمويل مشاريع كبرى وبعد حصولها على الاموال يتم الغاء او تجميد المشروع واستخدام الاموال او وضعها في البنك كما هو الحال بالنسبة لمشاريع الباص السريع وميناء العقبة. في الاردن وحده تجد حكومة تدافع عن مأسسة (العطايا) , وتقول انها نظمت أُعطيات النواب الخاصة بالطلاب بدلا من ان تعتذر للشعب عن هذه السلوكيات التي تسيء للعلاقات بين السلطتين أساسا.
في الاردن وحده تجد ان رئيس الوزراء يتمتع بحصانة عن باقي اعضاء مجلس الوزراء فيما يخص تداعيات القرارات كما هو الحال في فضيحة الكازينو.
في الاردن وحده تجد ان منظومة مكافحة الفساد في المملكة بمختلف جهاتها لا تلقى ارتياحا في الشارع على الاطلاق ولا احد يثق بمخرجاتها علما انها هي اساس عملية الاصلاح في المجتمع.
هذه وغيرها من الامور التي لا تحدث وللأسف إلا في الاردن.
العرب اليوم