عاشق الحريم في مخيم البقعة

عاشق الحريم في مخيم البقعة
الرابط المختصر

يوم السبت الماضي كان يوماً للسلفيين الجهاديين في الأردن على خلفية الملف السوري،عبر موقعين؛ الأول: منطقة «رحمات» في البادية الشمالية الشرقية، والثاني: في مخيم البقعة.

المجموعة التي اشتبكت مع الجيش الأردني؛ مجموعة سلفية جهادية تضم اربعة افراد،ومعهم طبيب سوري من السلفية الجهادية كان يقودهم دليلا، والمجموعة حاولت التسلل الى المناطق السورية وبحوزتها أربعة رشاشات من طراز كلاشنكوف،وخمسمائة طلقة،والسلفيون الجهاديون الأردنيون الأربعة قدِموا اساساً من منطقة الرصيفة.

الساعة الواحدة والربع،فجر السبت،وعند محاولة العبورالى الأرض السورية،حاولت القوات الأردنية منعهم؛ فردت المجموعة بإطلاق النار، واستمرت المعركة لوقت طويل، وأدت الى جرح فردين من الجيش، فيما فرّت المجموعة وحاولت الاختباء،واستمر البحث عنهم حتى الخامسة والنصف فجراً الى ان تم القاء القبض عليهم.

هذه هي المجموعة الثانية التي يتم القاء القبض عليها من السلفية الجهادية، وقبلها كانت مجموعة تضم سبعة افراد، قدِموا ايضا من الرصيفة، ولم يتمكنوا من عبور الحدود الى سورية.. وقبلهم افرادٌ من السلفية نجحوا بالعبور.

يوم السبت ايضاً،الذي كان سلفياً جهادياً بامتياز،اذْ تداعى انصار التيار السلفي الجهادي للاحتفال في مخيم البقعة بمناسبة استشهاد فرد من التيار في سورية، وتم توزيع الكنافة احتفالا بالشهيد الذي ينتمي لتيار يتوسع في البقعة، وفي كل المملكة.

كان لافتا للانتباه اليافطة المرفوعة في المخيم؛ التي تقول: «عرس عاشق الحوريات الشهيد» وهكذا يتم تقديم الشهيد من زاوية الحوريات والحريم، بـاعتبار ان شهادته كانت من أجل ملاقاة الحوريات،وليس لرفع الظلم عن الشعب السوري.

تحتار بقصة اهلنا الشرفاء من السوريين الذين يُشيع عنهم الأحياء انهم يتعرضون لضغوط لتزويج حوريات الأرض من بناتهم،فيما يربط احياء اخرون موتهم بحوريات الاخرة ايضاً،وقصة «النسوة» باتت مؤثراً اساسياً في هذا الصراع العالمي.

مابين المجموعة التي حاولت التسلل والمجموعة التي احتفلت في مخيم البقعة،يبدو التيار السلفي الجهادي في حالة ازدهار،خصوصا،في المناطق الفقيرة،مثل الرصيفة والبقعة والسلط ومعان والزرقاء،وهناك مؤشرات على تزايد عدد المنتسبين للتيار.

مايراد قوله هنا ان التيار السلفي الجهادي لايعرف اولوياته،لانه يقاتل في سورية،وهو يدخل طرفا في حرب كبرى تتدخل فيها عواصم واجهزة استخباراتية عالمية،فلا يعرف السلفي الجهادي في حساب من يصب جهاده واستشهاده،وهو الذي يظن انه ذاهب الى الجنة للقاء الحوريات،لكنه عملياً منتظمٌ في سلك تدمير سورية؛ الذي يقوم به النظام ومعارضته على حد سواء.

ثم لاتعرف اين الجهاد في اطلاق النار على عسكرأردنيين؛ يقفون طوال الليل لاستقبال الجرحى السوريين،والهاربين،فيصير الاردني هدفا،والسوري هدفا،فيما يجلس الاسرائيلي هناك متفرجاً على هذه الامة التي باتت تقتل بعضها بعضا؟!.

السلفية الجهادية يتم قتل افرادها ليس من الجيش السوري النظامي وحسب،بل ان الجيش الحر،يقوم بقتل افراد السلفية الجهادية؛لأن الجيش الحر وهو ممول في بعض اجنحته من الموساد والسي اي ايه،عبر وسطاء بوجوه عربية،لايريدون دولة دينية في سورية،وهكذا تجتمع على رؤوس السلفيين الجهاديين سيوف النظام، وخناجرخصوم النظام ايضا.

من كنافة السلفيين في مخيم البقعة،وصولا الى الرصيفة التي تنتج المقاتلين،مروراً بمرجعيات التيار في عمان ومعان والسلط والزرقاء،آن الأوان ان لايتم الزج باسم الله والدين،في معارك لايعرف احد ماخلفها فعلا،ولعل السؤال يقول:لماذا يقاتل السلفيون الجهاديون في سورية والعراق وكل مكان،ويتركون الأولوية الأولى اي الاحتلال الاسرائيلي؟!.

بالتأكيد لاينتظرون تأشيرة للعبور،ولاحافلة سياحية لنقلهم،وبالتأكيد يعرفون الطريق الى فلسطين الحبيبة.

 الدستور