صرخة استغاثة أخيرة قبل انتحار جماعي!

صرخة استغاثة أخيرة قبل انتحار جماعي!
الرابط المختصر

العنوان أعلاه لا مبالغة فيه أبدا ، نلوم ونستغرب من الذي يقدم على الانتحار باعتباره فعلا محرما ، وهو كذلك ، الفقهاء والمفتون تطوعوا في نشر فتاواهم في حكم المنتحر ، جيد جدا ، ولكن كم من هؤلاء أفتى بحكم من يوصلك إلى الانتحار؟.

رسالة اليوم ليست ناقوس خطر فحسب ، بل هي زلزال يجب أن يوقظنا جميعا على وقع كارثة مؤجلة ، الرسالة تعرض حالة خاصة ، ولكنها ليست كذلك ، فهي تؤشر على حالة عريضة وعامة ، تقول لنا انتبهوا قبل أن تقع الفأس في الرأس،.

التفاصيل كثيرة فقد يضيع الرابط بين سطورها ولكني سأحاول أن أُجمل فيما يلي ، هكذا يتحدث صاحب الرسالة ، ويُجمل ، وليته لم يفعل ، فقد هزني من أعماقي ، ليس لأن حالته فريدة ، بل لأنه يتحدث باسم أسر عفيفة لن تبقى صامتة بالتأكيد ، يقول: أنا رب أسرة كثيرة العدد عديمة الدخل وقد لا أكون الوحيد في ذلك ، لكن ربما كنت الوحيد في تجمع كل هذا العناء والشقاء ، تتكون اسرتي مني ومن زوجتي المريضة بالسرطان ، وست بنات ، وستة أبناء ذكور ، ابني الأكبر شاب متزوج وهو مريض بالإكتئاب ، ولديه ابنتان طفلتان ، الأسرة بكاملها تُعال من قبلي براتب تقاعدي: وهو متدن جدا ، من بين الأولاد جامعيان ، والباقي طلاب مدارس ، أو عاطلون عن العمل ، راتبي التقاعدي يحسم بكامله لأحد البنوك لسداد قيمة دين ، كل الأسرة تعال بدخل مقداره الفعلي صفر ، نحن لا نملك من عرض الدنيا أية أموال منقولة أو غير منقولة ولا نجد مساعدة من أحد ، لقد عجزنا عن دفع أجرة البيت بعد أن تراكمت وأصبحنا منذرين لإخلائه واللجوء الى الشوارع ، تراكمت فواتير الكهرباء فأصبحنا نعيش في ظلام دامس ، قصّرنا عن دفع أقساط الجامعات وأجرة مواصلات أبنائنا لجامعاتهم فأصبحوا مهددين بالفصل ، علينا ديون لبنوك ودائنين لا مجال لسدادها فأصبح بعضها منظورا أمام المحاكم وسيكون السجن مصيري ، نجوع ونعطش بالمعني الفعلي ولا نجد إلا الخبز الجاف الذي نتدبره أحيانا ونعجز عنه كثيرا ، سيدي.. حاولنا اللجوء إلى كل من المحسنين والأثرياء والمؤسسات الرسمية والسفارات(،)ومن لمسنا لديهم القدرة على المساعدة ، نطلب عملاً أو مساعدة في إنشاء عمل لنحصل بواسطته على مبلغ نقيم به منشأة صغيرة نعتاش بواسطتها ولكن لكن صُمّت الآذان وغُلقت القلوب أمام صرخاتنا ، لتعلم سيدي أننا في يأس وصدمة ، نحن لا نخالف تعليمات ديننا وشريعتنا الحنيفة ولهذا لن نقدم على الإنتحار الجماعي حرقاً ، ولكنا سننتحر جوعاً ولن نقبل أن نمد يدنا لحرام أو نسفح كرامتنا ، لن أزيد سيدي فقد تكون لنشرك تفاصيل قضيتنا ما يخرجنا مما نحن فيه ، فإن كانت الحياة فلتكن كريمة وإن كان الموت جوعاً فهو أعذب وأفضل من حياة كالتي نعيش،،.

هل أزيد عن ما جاء في رسالة رب الأسرة؟ والله لا أجد كلاما أقوله ، فقولوا أنتم،،.

الدستور