شهداء الفصح في سيرلانكا

شهداء الفصح في سيرلانكا
الرابط المختصر

اختار الارهاب لحظات القداسة والفرح واجتماع العائلة الصغرى مع العائلة الكبرى في الكنيسة، للإحتفال بعيد القيامة، أو العيد الكبير، أو عيد الفصح المجيد. فإذا بالشرِّ له مخططات لم تكن بالحسبان. وإذا بالتطرف البغيض لم يكتف ببشاعته الممقوتة من العالم أجمع، فأراد أن يزيد على بشاعته بشاعة أكبر وأكثر حقارة وشيطانية. فأحال الكنائس في سيرلانكا إلى مسارح حرب واجرام وإراقة دماء. وأحال الفرح إلى جنازات تجوب شوارع البلد الصديق سيرلانكا.نعلم في الأردن، كيف لذراع الشر أن تحيل الفرح إلى ترح، فقد ضربنا الارهاب في فنادق عمان عام 2006، وأحال عرساً وفرحاً ورقصاً وغناء إلى بكاء ونحيب وغضب شعبي عارم. ونعلم في الأردن كذلك ما للأخوة والأخوات من سيرلانكا من حضور في بيوتنا وأماكن عملنا، وهم الذين يجلسون في المستشفيات والبيوت إلى جوار المرضى والمسنين ويواسونهم ويقدمون لهم الكرامة والاحترام. ولدينا كذلك جالية سيرلانكية مسيحية وقد زارها أساقفتهم في الأعوام الماضية، وشاهدوا الفرح والايمان المنحدر من بلدانهم إلينا.

من أجل ذلك، كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، من أوائل الشاجبين للإرهاب البغيض والمعزين لدولة سيرلانكا الصديقة وعائلات الشهداء والجرحى. وتبعته الحكومة الأردنية والمركز الكاثوليكي ودائرة الافتاء وجمع كبير من المؤسسات والأفراد.

فما حدث صادم ومخزٍ وبعيد عن عمل انساني ذي هدف نبيل، ومثلما شجب العالم الاعتداء على المصلين في مساجد نيوزلندا قبل أسابيع، ها هو يشجب ويستنكر الاعتداء على المصلين في أقدس نهار في كنائس سيرلانكا. نعم يتوحد العالم اليوم على الشجب والاستنكار، وإدانة كل عمل يأتي به الإرهاب والمروجون له وداعموه وممولوه والمتعاطفون معه. وصار ينبغي التأكيد على درجة التسامح الصفر Tolerance Zero وأقل من الصفر مع أي انسان يسمح له ضميره الغائب، أن يؤيد ولو بكلمة عابرة ما يقوم به الإرهاب من وحشية سافرة، وبالأخص حين تكون ضد بيوت العبادة، أو ضد الناس المتواجدين فيها، فأي جماعة متطرفة أو تنظيم مجرم أو أي ذئب منفرد، هو مثار اشمئزاز ونبذ من المجتمع البشري والأسرة الإنسانية. وكما قال البابا فرنسيس في يوم العيد: «أتمنى أيضاً أن يدين الجميع هذه الأعمال الارهابية والوحشية وغير المبرَّرة».

نعم هي أفعال غير مبرَّرة، لأنه لا أحد سيستفيد، ولا أحد سيغني البشرية بهذه المخترعات الجديدة والطرق الوحشية، كما أنه لا أحد يستطيع أن يجد حلاً في الوقت الراهن أو طريقًا لخروج البشرية من هذه الأنفاق الضيقة والمظلمة والظالمة والوحشية. ولكن الجميع مجمع على ما للتربية السليمة منذ الصغر، وللتربية الدينية المنفتحة على حب حقيقي لله ولكل انسان، من تأثير على استئصال القوى الشيطانية والنزعات العدوانية من العقل البشري.

أيتها البشرية المتضامنة  على الشعور مع ضحايا مساجد نيوزلندا وكنائس سيرلانكا، دلِّينا كيف نعمل معك يداً بيد من أجل إعادة الناس إلى انسانيتهم.رحم الله شهداء الفصح المجيد، وعزّى أهل سيرلانكا المحزونين.

الراي