شكراً للدولة!

شكراً للدولة!
الرابط المختصر

p style=text-align: justify;لو لم يتم اعتقال سائد العوران وتحويله لمحكمة أمن الدولة مع رفاقه لمرّ خبر نجاحه في انتخابات نقابة المعلمين مرور الكرام، كأي مرشحٍ آخر، لكن الأمر الآن مختلف، فأصبح فوز سائد بحد ذاته خبرا موازيا في أهميته لنتائج الانتخابات بأسرها! لو لم يواجه مصطفى الرواشدة ضغوطا شديدة في كفاحه من أجل نقابة المعلمين، ويصمد أمام الاختبارات كافة، الترغيب والترهيب، ويصرّ على الاستمرار في قيادة رفاقه المعلمين خلال العامين الماضيين، وآخرها الاعتصام التاريخي (قبل أسابيع) أمام رئاسة الوزراء، لولا ذلك الجهد الكبير من الدولة في مواجهة الرواشدة، لما أصبح هذا المعلم المغمور في الكرك، القابض على جمر المهنة والرسالة، شخصية سياسية معروفة ومشهورة، ورمزاً من رموز حركة المعلمين، ويتصدر المشهد السياسي والإعلامي./p
p style=text-align: justify;لو لم تعتقل الدولة مجدي القبالين، لما قامت مسيرات بالمطالبة بالإفراج عنه، ولما سمعنا تلك الخطبة التاريخية من والدته، التي لم تضع سقوفا جديدة للحرية الإعلامية تتجاوز شعارات ابنها وخطابه فحسب، بل خلعت السقوف السياسية والإعلامية من أصولها، فأصبحت خطبتها أشهر من خطابات الزعماء والأحزاب السياسية والمهرجانات الخطابية المكررة والمجترة!/p
p style=text-align: justify;منذ بداية الحراك السياسي والشعبي في المحافظات تخبطت الدولة في التعامل معه وصاغ المسؤولون فرضيات جميعها سقطت وفشلت، لكن المسؤولين أصروا على اختبار الطرق كافة لمحاصرته وإضعافه! فكانت النتيجة معكوسة تماماً، بل كلما تراجع زخم الحراك السياسي، وضعف الالتفاف الشعبي حوله، قامت الدولة بما يعيد له الحيوية في الشارع.اختارت الدولة التعامل مع الجيل الجديد بالضغط عليه واحتوائه وممارسة الأساليب التقليدية معه، على قاعدة أنّ القصة لا تتجاوز إما أفرادا غاضبين يحاولون الحصول على مكتسبات شخصية أو شخصيات وقوى سياسية تحركهم من وراء ستار، واستسلمت الدولة لهذه الفرضيات، فوزّرت البعض، وأعادت تشكيل مجلس الأعيان الجديد على هذا الأساس، ولما خسرت الرهان، عادت إلى العين الحمراء لمواجهة تجاوز الشعارات الخطوط الحمراء التقليدية، الاعتقالات ومحكمة أمن الدولة، وفي النهاية فشل ذلك كله.مع هذه الانتخابات لا نملك إلا أن نشكر الدولة على كل ما قامت به!/p
p style=text-align: justify;فلولا هذه السياسات لما أدركنا صلابة معدن الجيل الجديد ونقاءه، ونظافته وقدرته على الصمود، ولما منحته هذه الفرصة التاريخية ليتعمّد في الشارع، ويحصل على شعبية وشرعية سياسية لا يمتلكها مجلس نواب جاء عبر قانون الدوائر الوهمية، وسقط في الشارع في أول اختبار سياسي عندما منح الثقة الفلكية لحكومة سمير الرفاعي، مرورا بصكوك البراءة من الفساد، وصولا إلى الكفن الأحمر- جواز السفر الدبلوماسي./p
p style=text-align: justify;اليوم؛ بهذه النتائج نتمنى أن يكون المسؤولون قد أدركوا أخيرا أننا أمام جيل جديد مختلف عن الأجيال السابقة، أغلبه من الشباب المغمور سياسيا في المحافظات والأحياء الشعبية، لكنهم بدأوا مع الحراك إعادة تشكيل الطبقة السياسية وإزالة بقايا الطبقة السابقة في الأوساط السياسية والحزبية لتحل محلها طبقة جديدة من جيل الشباب، أكثر التصاقا بالشارع ومصالحه وهمومه./p
p style=text-align: justify;انتخابات المعلمين بمثابة المرحلة الأولى من تكريس الطبقة السياسية الجديدة في البلاد، وستكون الانتخابات البلدية والنيابية القادمة تأكيدا على أنّ هذا الجيل قادم لا محالة، وإذا كان هنالك درس مهم للدولة ولرئيس الوزراء فهو أن الخطوة التالية والمباشرة بعد الانتخابات تكمن بالإفراج عن معتقلي الطفيلة، فهذا الرهان فشل بامتياز، والدلالة: سائد العوران!/p
p style=text-align: justify;الغد/p

أضف تعليقك